رأس غيره أو رأس على غيره، ومعنى راشه: أنعم عليه وجعل له ريشًا وهي الحال الحسنة، وروي في غير هذا الحديث رغسه أي: كثره وأنماه، وسيأتي تفسيره في باب: من ينكب في سبيل الله فقتلوهم إلا رجلًا أعرج صعد الجبل. قال همام: وأراه آخر معه، كذا لكافتهم، ولابن السكن، وارتقى آخر معه، ولعله الوجه الصواب.
[الراء مع الباء]
[(ر ب ب)]
قوله: في الدعاء عند آخر الأكل ولا مستغنى عنه ربنا: بالفتح لأكثر الرواة على النداء، ويكون الضمير في عنه للطعام ورواه الأصيلي بالرفع على القطع خبر المبتدأ ويكون الضمير في عنه الله تعالى.
قوله: أن تلد الأَمَة ربها، في الرواية الأخرى ربتها معناه: سيدها ومالكها، والرب: السيد، وهذا كناية عن كثرة أولاد السراري حتى يكون الولد منها مثل سيدها ومالكها من آبائهم، وقيل: معناه فشوّ العقوق حتى يكون الولد لأمه في الغلظة والاستطالة كسيدها. وقيل: قلة التحفظ والورع، وبيع أمهات الأولاد حتى يمكن أن يشتريها ابنها، وهو لا يعلم فيملكها. وقيل: لأنه سبب عتقها فكان كربها المنعم عليها، وقد قدمنا منه في
باب: الباء والعين، وبسطنا ما فيه من الفقه في كتاب الإكمال، وأصل الرب: المالك، ورب العالمين: مالكهم. وقيل: القائم بأمورهم والمصلح لها، وفي الحديث: إن ربوني: بضم الباء وفتحها هنا خطأ ربني بفتحها: أكفاء كرام.
وقوله: ولأن يربني بنو عمي: بضم الراء أحب إلي من أن يربني غيرهم، معناه: يملكني، أو يدبر أمري، ويصيرون لي أربابًا أي سادة وملوكًا، وفي حديث سلمان: تداوله بضعة وعشرون من رب إلى رب أي: من مالك إلى مالك وسيد إلى سيد، حتى سبي وبيع، والربانيون العلماء. قيل: سموا بذلك لقيامهم بالكتب والعلم. قيل: نسبوا إلى العلم بالرب. وقيل: لأنهم أصحاب العلم وأربابه، وزيدت النون للمبالغة وقيل: معناه الجماعات، والربة الجماعة، وقد قيل في النسب فيه أيضًا: ربي على الأصل، وجاء في القرآن ﴿رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ﴾ [آل عمران: ١٤٦] والربانيون والأحبار بالوجهين، والربيب: ابن المرأة من غير الزوج، فعيل بمعنى مفعول، لأن الزوج يربه ويقوم بأمره.
وقوله: في الحديث الآخر: هل لك عليه من نعمة تربها؟ أي: تقوم عليها وتسعى في صلاحها وتصلها؟
وقوله: كأنها ربابة بيضاء: بفتح الراء أي: سحابة، ومنه ذكر الرباب جمع ربابة: بالفتح فيهما وهو السحاب الذي ركب بعضه بعضًا، وذكر فيها رب، وربما، وهي كلمة إذا جاءت مفردة كانت مشددة، وإذا وصلت بما يليها الفعل كانت مشددة ومخففة، وقد جاءت المفردة مخففة قالوا: ربَّ رجل، وربت رجل، وربتا رجل، واختلفت النحاة في معناها فأكثرهم يقول: إنها للتقليل، وبعضهم يقول: إنها للتكثير، كقوله: ألا رب يوم لك منهن صالح، ومحققوهم يقولون: إنها تأتي للوجهين، وأكثر استعمالها في التقليل.
وقوله: في الزكاة: ولا يأخذ الربى: بالضم وشد الباء مقصور هي الشاة الحديثة العهد بالنتاج، وهو ربابها: بالكسر وجمع الربى رباب: بالضم وقيل: هي التي تربي ولدها. وقيل: لا يقال ذلك في النعجة. ويقال في البقرة والناقة والعنز. وقيل: الربى التي يضع الراعي متاعه عليها، والأول أشهر.
(ر ب د)
قوله: إن مسجده كان مريدًا ليتيمه، وبمريد النعم أي: موضعًا تحبس فيه الإبل والغنم، ومربد البصرة: سوق الإبل التي تحبس
فيه للبيع، وقد يكون أيضًا للتمر إذا جد ييبس فيه مثل الجرين، وأصله من الإقامة واللزوم. وقولهم: ربد