للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوباشًا: بشد الباء أي: جمعت جموعًا من قبائل شتى، وهم الأوباش والأشواب أيضًا. ومنه: هل ترون أوباش قريش؟ قال ابن دريد: هم الأخلاط من الناس السفلة، وقد غلطوا ابن مكي في قوله: إنه يقع على الجماعات من قبائل شتي، وإن كان فيهم رؤساء وأفاضل. وقالوا: إنما يستعمل في موضع الذمّ والاحتقار.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في باب التوبة: نزل منزلًا وبه مهلكة، كذا لجميعهم في البخارى هنا، وصوابه ما في مسلم منزلًا دوية مهلكة، والأول تصحيف، وقد ذكرناه في حرف الدال.

[الواو مع التاء]

[(و ت ر)]

قوله: إنَّ الله وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ، الوتر: الفرد، والله تعالى واحدٌ لا ثاني له في ملكه ولا سلطانه، وهو واحد في أنه لا شريك له، وواحد في أنه لا مشبه له، وواحد في أنه لا يقبل الانقسام، ويحب الوتر أي: يثيب على ما حد منه، ويريد فعل ما حده من العبادات، ومنه قوله: أَوْتِرُوا، ويفضل كونه على ذلك. وقيل: ذلك راجع إلى ذكر أسمائه التي ذكر أول الحديث: تسعة وتسعون، وله فضل الوتر فيها، ليدل على الوحدانية، وقيل: ذلك راجع إلى صفة من يعبد الله بالوحدانية والإخلاص، ولا يشرك معه أحدًا، والعرب تقول في الواحد: وتر، ووتر: بالفتح والكسر، وقد قرئ بهما جميعًا. قال الحربي: أهل الحجاز يقولونه: بالفتح في العدد. وفي الرجل: بالكسر، وتميم وبكر وقيس يقولون: بالكسر وحكى الوجهين فيهما.

قوله: إذا استجمرت فأوتر أي: ليكن عددها وترًا، وصلاة الوتر من هذا لكونها ركعة عند الحجازيين، أو ثلاثًا عند العراقيين، وبعض الحجازيين، وبكل حال فعددها فرد.

وقوله فكأنما وتر أهله وماله أي: نقص.

يقال: وترته أي: نقصته. وقيل: معناه أصابه ما يصيب الموتور. وقال مالك: معناه ذهب بهم، انتزعوا منه. وقيل: أصيب بهم إصابة يطلب فيها وترًا، يجتمع عليه غمان: غم المصيبة وغم الطلب، ومقاساته وأهله وماله، منصوب على المفعول الثاني، وعلى من فسره: يذهب يصح رفعهما على ما لم يسم فاعله.

وقوله: فإن الله لن يترك من عملك شيئًا: بكسر التاء وفتح الراء، مستقبل وتر أي: لن ينقصك. قال الله تعالى ﴿وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾ [محمد: ٣٥] ويكون بمعنى يظلمك. يقال: وتره إذا ظلمه.

وقوله: قلدوا الخيل، ولا تقلدوها الأوتار. قيل: معناه جمع، وتر من الذحل أي: لا تطلبوا عليها الأوتار، وهي الذحول، كما كانت تفعله الجاهلية. وقيل: لا تقلدوها أوتار القسيّ فتنخنق بها، مهما رعت وعلقت بغصن، وهو تأويل محمد بن الحسن. وقيل: معناه العين. وهو تأويل مالك، ومنه: لا تبقين في رقبة بعير قلادة من وتر، إلا قطعت على أحد التأويلين.

وقوله: في قضاء رمضان أحب إلي أن يواتر يعني: يوالي ويتابع. قال الأصمعي: لا تكون المواترة متواصلة حتى يكون بينهما شيء، ولهذا ذهب بعضهم إلى أن معنى قول ابن مسعود: ويواتر قضاء رمضان، أن يصوم يومًا ويفطر يومًا أو يومين ويومين، واحتج أيضًا بقوله في حديث آخر: لا بأس أن يواتر قضاء رمضان، فدل أنه أراد تفريقه، إذ لا يختلف في جواز متابعته. قال القاضي رحمه الله تعالى: ما قاله الأصمعي في المواترة أنها لا تكون مواصلة، حتى يكون بينها شيء من تفريق، فصحيح، لكن هذا موجود في متابعة الصوم، ومواترته على ما قاله مالك وغيره، لأن فطر الليل فرق بين صوم اليومين، ولا يقالا لمن واصل ولم يفطر: واتر. ومنه قوله: جاءت الخيل تترا إذا جاءت متقطعة، كما قال الله تعالى ﴿ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى [المؤمنون: ٤٤] أي: شيئًا بعد شيء متقاربة الأوقات.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في الموطأ في المساقاة بعين واتنة غزيرة، ثم قال: الواتنة الثابت ماؤها

<<  <  ج: ص:  >  >>