به فلما مات وفقد اللات قال عمرو بن لحي: إن ربكم كان اللات، فدخل جوف الصخرة فعبدها الناس حتى جاء الإسلام وكان فيها، وفي العزى: شيطانان يكلمان الناس فاتخذتها ثقيف طاغوتًا، وبنت لها بيتًا، وجعلت له سَدَنَة وخدمة من بني معتب وعظمته، وكانوا يطوفون به.
[فصل مشكل الأسماء والكنى والأنساب]
كل ما فيها لبيد وأبو لبيد: فبفتح اللام غير مصغر وليث مثله، وأبو لبابة: بضم اللام وأبو لاس: بسين مهملة منونة ولؤي مذكور في نسبه ﵇ يهمز ولا يهمز، وقيده الأصيلي بالهمز وهو أكثر. وقيل: سمي بتصغير اللاي وهو الثور ومن ولهم لايت لا يا أي: تثبت، ومن لم يهمزه، وهي رواية الأكثر فإما تسهيلًا أو تصغير لواء الأمير، أو لوي الرمل وهو منقطعه، وأنكر بعضهم فيه ترك الهمز وبنو لحيان: بكسر اللام وفتحها، قبيل من هذيل وعمرو بن لحي: بضم اللام وفتح الحاء مثل لؤي والليث حيث وقع فيها: بياء باثنتين تحتها ساكنة بعدها ثاء مثلثة، وكذلك الليثي غير مسمى وفي الصرف في كتاب مسلم منسوبون إلى بني ليث، ويشتبه بنسبه اللتبي ممن ينتسب إلى لتب: بضم اللام وسكون التاء باثنتين فوقها وآخرها باء منهم فيها ابن اللتبيه. ويقال: الاتبية وهو وهم، ذكرناه في الهمزة.
وقوله غلام له لحام: بالحاء المهملة أي: يبيع اللحم.
[فصل الوهم في هذا]
في حديث عتبان بن شهاب، عن محمود بن لبيد، كذا رواه يحيى: بفتح اللام، وخالفه سائر رواة الموطأ وسائر الناس، فقالوا فيه: محمود بن ربيع وهو الصواب، ووجدت معلقًا عن ابن وضاح أنه قال: يقال هو محمود بن ربيع بن لبيد، ولم يذكر أبو عمر الحافظ في نسب محمود هذا لبيدًا، وهو محمود بن ربيع الأشهلي، عَقَل من النبي ﵇ مجة مجها في وجهه من بير في دارهم، وذكره البخاري والاختلاف في نسبه، وذكر من قال فيه: محمود بن رافع، ومحمد بن رافع، ثم ذكر محمود بن لبيد الأشهلي عن رافع، وفي حديث الكسوف: ورأيت فيها يعني النار عمرو بن لحي يجر قصبه، هذا هو المعروف، وقد ذكرناه آنفًا. ووقع في بعض نسخ مسلم: عمرو بن يحيى، وكذا رأيت أبا عبد الله بن أبي نصر الحميدي، ذكره في اختصاره الصحيحين وهو خطأ محض، والمعروف الأول وفي باب: إذا قال المكاتب: اشترني وأعتقني، كنت لعتبة بن أبي لهب، كذا لهم، وعند الأصيلي: لعتبة بن أبي وهب وهو وهم، والصواب الأول.
[حرف الميم]
[الميم مع الهمزة ومع الألف]
[(م أ ر)]
قوله: ما امتأر عند الله خيرًا أي: ما أدخر واكتسب مثل رواية ابتأر، وقد ذكرناه في حرف الباء. وقيل: امتأر من المئرة، مهموز وهي العداوة، امتأر عليه أي: اعتقد عداوته أي: لم يعتقد في العمل في جانب الله خيرًا، إلا ما يكره الله.
[(م ا ن)]
وقوله: مئنة من فقه الرجل غير ممدود: منون الآخر مكسور الهمزة، تقدم الاختلاف في تفسيره واشتقاقه وهل الميم أصلية من قولهم: مأنتِ إذا شعرت ووزنه فعلة، أو تكون الميم زائدة ميم مفعلة من الآن. وقيل: من آنية الشيء وهو ثبات ذاته، وعلى هذا اختلاف تفسيرها: هل هي بمعنى علامة ودلالة أو حقيق وجدير؟ وقد بينا ذلك كله في حرف الهمزة، ورواية من رواه من شيوخنا بالمد ووهمه فيه.
وقوله: مئونة عاملي المئونة لازم الرجل وما يتكلفه قيل: معناه هنا: أجر حافر القبر. وقيل: الناظر في صدقاته. وقيل: نفقة الخليفة بعده، وسنذكره مستوعبًا في العين، إن شاء الله.
[فصل ماء]
قوله: طهرني بالثلج والبَرَد وماء البارد، كذا ضبطناه على