والمذهب والسمت، ورواه بعضهم: الهدْي هَدْي محمد ﵊: بضم الهاء وفتح الدال، وهو ضد الضلالة، وكذلك في الحديث الآخر: يهتدون بغير هدي، وضبطه الأصيلي مرة، والقابسي مرة، بغير هدى: بضم الهاء وفتح الدال بالوجهين المتقدمين، وكذلك في الحديث الآخر: لا يهتدون بهدي كذا لابن الحذَّاء، ولسائرهم بهدي.
وقوله: في الدعاء: اهدني أي: بين لي ودلني عليه، وقيل: في قوله تعالى ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ [الفاتحة: ٦] أي: ثبتنا.
وقوله: في حديث الهجرة: هو يهديني السبيل أي: يدلني على غرضي بطريق الأرض، والمراد طريق الآخرة، وهداية الجنة. وجاء في القرآن والحديث بمعنى هذا، ومنه قوله تعالى ﴿إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى﴾ [الليل: ١٢] ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ﴾ [فصلت: ١٧] أي: دللناهم وبينا لهم، وجاء بمعنى التوفيق والتأييد، ومنه قوله تعالى ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ [القصص: ٥٦] ومنه في الحديث: إن الله هو الهادي والفاتن.
وقوله: يهادي بين اثنين أي: يمشي بينهما متكئًا عليهما والتهدي: المشي الثقيل مع التمايل يمينًا وشمالًا، وقد رواه بعضهم: يتهادى.
وقوله: كالذي يهدي هديًا والهدي
بالتثقيل والتخفيف ما يهدى إلى بيت الله من بُدْنَة، وأهل الحجاز يخففونه، وهي لغة القرآن، وتميم وسفلى قيس يثقلونه، وواحدها هدية. وهدية مثقلة ومخففة، ومنه في الحديث، فقالت امرأة: ما هديه، ويروى هديه بالوجهين والتخفيف لابن وضاح، وكذلك باب من اشترى هديه، كذا للأصيلي، ولغيره هدية: منونة التاء مثقلة على ما قدمناه، واختلف الفقهاء على ما ينطلق هذا الاسم، فمذهبنا أنه لا يقع إلا على ما سيق من الحل. قال ابن المعدل: وما لم يسق من الحل فليس بهدي. وقال الطبري: سمي الهدْي لأن صاحبه يتقرب به، ويهديه إلى الله، كالهدية يهديها الرجل لغيره، فتأول بعضهم: أن ظاهره ترك اشتراط الحل. يقال منه: هديت الهدي وكذلك هدية المرأة إلى زوجها. وقيل: أهديت وأما من الهدية والهدى فأهديت من البيان، والهدى هدية.
وقوله: هادية الشاة أي: أولها يعني عنقها، لأنها تتقدمها.
[الهاء مع الذال]
[(هـ ذ ذ)]
قوله: هذًّا كهذ الشعر أي: سرعة بالقراءة وعجلة، والهذا: السرعة، وفي الحديث الآخر: تقرؤون خلف إمامكم قلنا: هذًّا. قيل: هو بمعنى ما تقدم. وقيل: جهرًا حكاه الخطابي.
وقوله: في حديث أبي لهب، وشقيت في مثل هذا الإشارة بذلك إلى نقرة ما بين إبهامه وسبابته، وقد جاء مفسرًا في الحديث من رواية الثقات.
[فصل الاختلاف والوهم]
قوله: في باب الوضوء قبل الغسل: هذا غسله من الجنابة، كذا للقابسي وابن السكن، وعند الأصيلي، وأبي ذر، والنسفي: هذه غسله، ومعناه هذه الهيئة أو الصفة غسله. وقول المنافق في كتاب التفسير: لئن رَجَعْنَا من هذه ﴿لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ﴾ [المنافقون: ٨]. كذا للجرجاني، ولغيره: لئن رجعنا من عنده، والأول الصواب.
وقوله: عنده تصحيف.
[الهاء مع الراء]
[(هـ ر ج)]
قوله: ويكثر الهرج: بفتح الهاء وسكون الراء، فسره في الحديث القتل، وفي بعض الروايات: الهرج القتل بلغة الحبشة، وهم من قول بعض الرواة، وإلا فهي عربية صحيحة، والهرج أيضًا الاختلاط، ومنه قوله: فلا يزال الهرج إلى يوم القيامة، ومنه العبادة في الهرج
كهجرة، ومنه قوله: تتهارجون تهارج الحمر أي: تختلطون رجالًا ونساءً في الزنى والفساد، وتتناكحون، والهرج كثرة النكاح، هرجها إذا نكحها يهرجها. وقال ابن دريد: الهرج الفتنة آخر الزمان.
[(هـ ر د)]
قوله: في خبر عيسى فينزل في ثوبين مهرودتين قيل: في شقتين أو حلتين. قال ابن قتيبة: مأخوذ من الهرد، وهو الشق أي: في شقتين، والشقة نصف الملاءة. وقال أبو بكر: إنما يسمى الشق هردًا إذا كان للإفساد لا للإصلاح. وقال ابن السكيت: هرد القصار الثوب،