الوجهين المتقدمين قبل، والأوجه هنا بمساق الكلام وكننته وخفيته أظهرته وهو المعروف وهذا على الوجه الأول المتقدم.
وقوله: خفضي عليك أي بنية بمعنى هوّني وخفّفي في الروايات الأخر، كذا للمستملي وللحموي وأبي الهيثم: خفي ولغيرهم: خففي، ومعناه متقارب من تهوين الأمر وتحقيره.
قوله: في حديث ابن أبي شيبة في خبر عبد الله بن أبي ابن سلول، في كتاب المنافقين.
وقوله: ﴿لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا﴾ [المنافقون: ٧] من حوله. قال زهير: وهي في قراءة عبد الله من خفض حوله، كذا عند العذري، وكذا رويناه عن القاضي أبي علي وأبي بحر عنه، وكذا ضبطناه على أبي بحر خفض، وكذا ذكره ابن أبي شيبة، شيخ مسلم فيه في مصنفه بنحو منه. فقال: وهي في قراءة من خفض من حوله نبه ابن أبي شيبة على أن روايته فيه كذا من بالخفض ليرفع الإشكال، ويرى مخالفة من رواه بالفتح، وكذا رواه بعض شيوخنا في كتاب الترمذي من كان حوله. وأما روايتنا فيه فليس فيها كان ورواه بعض رواة مسلم، وهي في قراءة عبد الله من حوله، وكذا كان عند السمرقندي، وروينا عن أبي بحر عن القاضي الكناني، من طريق ابن ماهان من خفض حوله، كذا وجدته مقيدًا عنه بخطي في حاشية كتابي، وفسره الكناني بأن معناه من تحف به وانعطاف عليه كأنه كأنه من قوله: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ﴾ [الإسراء: ٢٤] ويدل عليه استشهاده برواية ابن أبي شيبة، وهي بالخاء المعجمة، وضبطه غيري عنه من حفض: بحاء مهملة، وفسره بما تقدم من قولهم: حفضت العود إذا حنيته وعطفته، وكذا وجدت هذا الحرف عن ابن ماهان، في أصل شيخنا القاضي التميمي، بخط أبي محمد بن العسال، روايته من طريق ابن الحذّاء عنه. قال زهير: هي في قراءة حفض من حوله، لم يعجم الخاء، ورواية الكناني إنما هي طريق ابن ماهان فأراه على
هذه الطريقة عوَّل فيما ذكرناه آخرًا، ورواه بعض الرواة من خفض حوله، وما ذهب إليه الكناني فيه تكلف وبعد في مساق فصيح الكلام، والأولى فيه أنه إنما أراد أن القراءة من بالكسر حرف خفض فبينه بقوله: خفض وتطابقه رواية من رواه خفض حوله، فعل ماض، ورواية من أسقط خفض أو من قدمه على من على ما قدمناه، إلا أن وجه الإعراب فيه أن يكون خفض على ما تقدم فعل ماض، وحوله منصوبًا به لعمله فيه، وهو مخفوض في القراءة أو مرفوع خبر لمبتدأ محذوف أي: الكلمة خفض وحوله مخفوضًا، فصل بين الجار والمجرور والله أعلم.
وقوله: أخسأ فلن تعدو قدرك، كلمة زجر للعبد والصغار.
[(خ س ر)]
قوله: في طواف الركب: لقد خاب هؤلاء وخسروا أي: حرموا ونقصوا الأجر، ومنه قوله تعالى ﴿وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ﴾ [المطففين: ٣] أي: ينقصونهم من ذلك.
قوله: في حديث الخسوف: خسفت الشمس: بفتح الخاء والسين، ولا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، وكذلك ورد في كتاب الله في القمر، وروي لا يكسفان، وروي لا ينكسفان، وروي كسفًا وخسفًا، وروي انكسفت الشمس. وقاله بعضهم: خُسفت: بضم الخاء على ما لم يسم فاعله. قال ابن دريد: يقال خسف القمر وانكسفت الشمس. وقال بعضهم: لا يقال انكسف القمر إنما يقال: خسف القمر وكسفت الشمس، وكسفها