ولأكثر رواة الفربري: بكسر اللام من التسليم، وترك الكلام في إنكاره، وفتحها الحموي وبعضهم من السلامة من الخوض فيه، ورأيت معلقًا عن الأصيلي: أنا كذا قرأناه. قال: ولا أعرف غيره، ورواه النسفي وابن السكن مسيئًا من الإساءة في الحمل عليها، وترك التحزب لها، وكذا رواه ابن أبي خيثمة، وعليه تدل فصول الحديث في غير موضع، لكنه منزَّه أن يقول مقال أهل الإفك كما نص عليه في الحديث، ولكنه أشار بفراقها، وشدد على بريرة في أمرها.
[السين مع الميم]
[(س م ت)]
قوله: تسميت العاطس فسمتوه، وسمت عاطسًا يقال: بالسين والشين معًا، وأصله السين فيما قاله ثعلب. قال: وأصله من السمت وهو الهدى والقصد، وأكثر روايات المحدثين فيه. وقول الناس: بالشين المعجمة. قال أبو عبيد: وهي أعلا اللغتين، وأصله الدعاء بالخير. وقال بعض المتكلفين: إنما أصله الشين من شماتته بالشيطان، وقمعه بذكر الله وحمده.
وقوله: أقرب سمتًا: بفتح السين، هو حسن الهيئة والمنظر في الدين والخير، لا في الجمال والملبس، والسمت أيضًا: القصد والطريق والجهة، ومنه سمت القبلة. قال الخطابي: وأصل السمت: الطريق المنقاد.
[(س م ح)]
قوله: كان أسمح لخروجه أي: أسهل،
ومنه السماحة في البيع أي: التسهيل. ومثله: السماح والسموحة والسمح: بفتح الميم. قال ابن قتيبة: يقال منه سمح وأسمح، ورجل سمح: بسكون الميم، ومنه قوله: رحم الله عبدًا سمحًا إذا باع الحديث.
[(س م ر)]
قوله: في المحاربين، وسمر أعينهم: بتخفيف الميم. قيل: معناه كحلها بالمسامير المحماة، وضبطناه عنهم في البخاري: بتشديد الميم والأول أوجه، ويروى سمك: باللام وسنذكره، ومعناه متقارب.
وقوله: في الطعام السمراء: هو البر الشامي، وينطلق على البر جملة وأنثها على معنى الحنطة أو الحبة، ومنه قوله في حديث المصراة: ورد معها صاعًا من طعام لا سمراء، يفسره قوله في الرواية الأخرى: صاعًا من تمر.
قوله: السمر بعد العشاء، كذا الرواية. وقال أبو مروان: الأحسن: بسكون الميم هو اسم الفعل، وكذا ضبطه بعضهم، وبالفتح: هو الحديث بعدها، وأصله لون ضوء القمر، لأنهم كانوا يتحدثون إليه، ومنه سمى الأسمر أسمر لشبهه لذلك اللون.
وقوله: لا سمراء، السمراء: البر، وأنثها على معنى الحنطة أو الحبة.
[(س م ط)]
قوله: ما أكل شاة سميطًا، وفي الحديث الآخر: شاة مسموطة، هو ما شوي بجلده بعد أن نزع عنه صوفه أو شعره.
[(س م ل)]
قوله: سمل أعينهم. قيل: فقأها بالشوك. وقيل: هو أن يؤتى بحديدة محماة، وتقرب من العين حتى يذهب نظرها، وعلى هذا تتفق مع رواية من قال سمر: بالراء إذ قد تكون هذه الحديدة مسمارًا، وكذلك أيضًا على الوجه الأول، وقد يكون فقؤها بالمسمار وسملها به، كما فعل ذلك بالشوك.
[(س م م)]
قوله: ومن قتل نفسه بسم يقال: بفتح السين وضمها، والفتح أفصح.
وقوله: السموم: بالفتح هو شدة الحر.
وقوله: ﴿سَمِّ الْخِيَاطِ﴾ [الأعراف: ٤٠] أي: ثقب الإبرة: بالفتح والضم أيضًا، وكل ثقب ضيق فهو سم.
[(س م ن)]
قوله: كنا نسمن الأضحية، وكان المسلمون يسمنون ظاهره يعلفونها، وقد يحتمل أن يختاروا سمنها.
وقوله: ويفشوا فيهم السمن ويحبون السمانة، يريد كثرة اللحم وإنه الغالب عليهم، وإن كان فيمن تقدم قليلًا، ألا تراه قال في رواية: يكثر فيهم؟ وأيضًا فهو لا يستحسنونه ويستحلبونه، خلاف من هو فيه خلقه، كما قال: ويحبون السمن ولأنه من كثرة الأكل، وليست من صفات الكرماء والرجال.
[(س م ع)]
قوله: ومن سمّع سمّع الله به. قيل: معناه من رايا بعمله، وسمع به الناس ليعظموه شهره الله يوم القيامة. وقيل: من أذاع على مسلم عيبًا وشنعه عليه أظهر الله عيوبه. وقيل: سمع به: أسمعه المكروه.