قوله: في باب: من طاف بالبيت فقد حل: إن هذا الأمر قد تفشع له الناس: بالفاء والعين المهملة، كذا رويناه في حديث أحمد بن سعيد الدارمي في كتاب مسلم، عن شيوخنا بغير خلاف، ومعناه: انتشر وفشي، وكذلك رواه أبو داود في مصنفه، وابن أبي شيبة في كتابه، من رواية هشام في الحديث الآخر: ما هذه الفتيا التي تشغفت في الناس؟ وهو في كتاب مسلم بتقديم الشين والغين على
الفاء، قد تشغفت أو تشعبت: بالغين أولًا والعين المهملة والباء بواحدة ثانيًا على الشك، وروي الآخر بالمعجمة أيضًا، وبالغين المعجمة والفاء، رواه ابن أبي شيبة في كتابه، عن شعبة، وأكثر روايتنا في الحرفين بالعين المهملة وبالمعجمة. ذكر الحرف: أبو عبيدة من رواية حجاج، وبالمهملتين رواية غيره فأما بالعين المهملة والباء فمن الافتراق. فرقت الناس وخالفت بين آرائهم وفتواهم، وأما بالمعجمة والباء، فمن التشغيب، وهو التخليط، وأما على رواية تشغفت بتقديم الغين على الفاء فإن لم يكن من المقلوب مما قدمناه فمعناه: علقت الناس وشغفوا بها، قال قتادة في قوله: ﴿شَغَفَهَا حُبًّا﴾ [يوسف: ٣٠] أي: علقها مأخوذ من شغاف القلب، وسنذكره في حرف الشين، ووقع في حديث الدارمي في بعض النسخ لبعضهم: تقشع: بالقاف وهو وهم، وتقديم الفاء على الشين عند بعضهم أصوب.
[(ف ش و)]
قوله: ضموا فواشيكم، هو كل شيء، ينتشر من المال والصبيان وغيرهم.
وقوله: فشت في ذلك القالة، وأن يفشو فيكم، ويفشو الإسلام، ويفشوا الزنى، كله بمعنى يذيع وينتشر، ومنه قول عمر بن عبد العزيز: وليفشو العلم فإن العلم لن يهلك
حتى يكون سرًا أي: ينشروه ويذيعوه ولا يكتموه، ويخصوا به قومًا دون قوم، ومنه، يفشي سرها أي: يكشفه ويذيعه.
[الفاء مع الهاء]
[(ف هـ د)]
قوله: وإذا دخل فهد أي: هو كالفهد وهو حيوان معروف من السباع، شبهته به تغافلًا وإغضاء وسكونًا، والفهد كثير النوم متغافل بطبعه. وقيل: وثب علي وثوب الفهد، وهو سريع الوثوب.
وقوله: لها ولدان كالفهدين، يريد تارين ممتلئين حسني الجسم والضرب.
[(ف هـ ر)]
قوله: فأخذت فهرًا هو حجر مستدير، يدق به الشيء وهو مؤنث.
[(ف هـ ق)]
قوله: فانفهقت له الجنة أي: انفتحت له واتسعت.
وقوله: فنزعنا في الحوض حتى أفهقناه أي: ملأناه، وقد ذكرناه في حرف الصاد والخلاف فيه.
[الفاء مع الواو]
[(ف و ت)]
قوله: أمثلي يفتات عليه؟ أي: أفات بهن وتفعل دوني؟ قال أبو عبيد: كل من أحدث دونك شيئًا فقد فاتك به.
[(ف و ح)]
قوله: الحمى من فوح جهنم، ويروى: فيح وسنذكرهما بعد.
[(ف و ر)]
قوله: في فور حيضها أي: ابتدائها وأولها ومعظمها، ومنه قوله تعالى ﴿مِنْ فَوْرِهِمْ﴾ [آل عمران: ١٢٥] أي: ابتداء أمرهم. وقيل: من قوة ثوراتهم، ومنه فارة المسك، وهي نافجته، سميت بذلك عند بعضهم لفوران ريحها، ولا تهمز عند قائل هذا، وأما الزبيدي فذكرها في المهموز كالفارة المعلومة، والحمى من فور جهنم، على ما ذكره في بعض الحديث مسلم والبخاري، وجعل الماء يفور حتى تفور، كله من الانتشار والقوة.
وقوله: في المغازي في مسلم.
تركتم قدركم لا شيء فيها … وقدر القوم حامية تفورُ
أي: تغلي يريد قتلهم حلفاءهم يعني الأوس، ولم يفعلوا فعل الخزرج، في طلبهم للنبي ﵊، حتى استحياهم وتركهم.
[(ف و ز)]
قوله: مفازًا ومفاوز أي: فلاة سميت بذلك، قيل: على طريق التفاؤل. وقيل: لأن من قطعها فاز ونجا. وقيل: لأنها تهلك سالكها، كما سميت مهلكة من قولهم: فوز الرجل إذا هلك.
[(ف و ض)]
قوله: فوض إليَّ عبدي أي: صرف أمره إلي وتبرأ من نفسه لي، وشركة المفاوضة الاختلاط،