وكتبنا عَن بعض شُيُوخنَا أَن صَوَابه اضمامة وَهِي جمَاعَة الْكتب ضم بَعْضهَا إِلَى بعض وَلَا يبعد أَن تصح الرِّوَايَة كَمَا قَالُوا لفاقة لما لف وضبارة لجَماعَة الْكتب أَيْضا وَقد تقدم وَفِي الْعين إضمامة الْكتب مَا لف بعضه إِلَى بعض وَقَوله وَهُوَ ضام بَين وركيه كِنَايَة عَن مدافعة الْحَدث كَمَا نَص عَلَيْهِ فِي غير هَذَا الحَدِيث وَقَوله من عَال جارتين جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة أَنا وَهُوَ وَضم أَصَابِعه يَعْنِي قرنها كَمَا قَالَ فِي الْأَحَادِيث الآخر أَنا وَهُوَ كهاتين وَقرن السبابَة والإبهام
(ض م ن) قَوْله نهى عَن بيع المضامين هِيَ الأجنة فِي الْبُطُون كَذَا قَالَ مَالك وَقَالَ ابْن حبيب هِيَ مَا فِي ظُهُور الفحول وَقيل بل المضامين مَا يكون فِي بطن الأجنة مثل حَبل الحبلة فِي الحَدِيث الآخر وَذكر الضَّمَان وَأَصله الرِّعَايَة للشَّيْء وَقَوله فِي الْمُجَاهِد فَهُوَ ضَامِن على الله أَن يدْخلهُ الْجنَّة مَعْنَاهُ ذُو ضَمَان وَالضَّمان الْكفَالَة كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر تكفل الله لمن خرج فِي سَبيله وَفِي الحَدِيث الآخر تضمن الله لمن خرج فِي سَبيله وَمَعْنَاهُ أوجب لَهُ ذَلِك وقضاه.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي تَفْسِير أولات الْأَحْمَال أَجلهنَّ أَن يَضعن حَملهنَّ الْآيَة قَالَ فضمز لي بعض أَصْحَابه كَذَا للقابسي بالراء وَعند أبي الْهَيْثَم فضمز لي بالزاي وَعند الْأصيلِيّ فضمن مشدد الْمِيم بالنُّون وَكَذَا فِي رِوَايَة ابْن السكن ولبقية شُيُوخ الْهَرَوِيّ إِلَّا أَنه بتَخْفِيف الْمِيم وَكسرهَا وكل هَذِه غير مَعْلُومَة فِي كَلَام الْعَرَب فِي معنى يَسْتَقِيم بِهِ مَفْهُوم هَذَا الحَدِيث وأشبه مَا فِيهِ عِنْدِي رِوَايَة أبي الْهَيْثَم ضمز لي بالزاي لَكِن صَوَابه ضمز لي بتَشْديد الْمِيم أَي سكتني يُقَال ضمز الرجل سكت وَمَا بعده وَمَا قبله من الْكَلَام يدل على صَوَابه لِأَنَّهُ ذكر تَعْظِيم أَصْحَاب ابْن أبي ليلى لَهُ ورد هَذَا فتياه عَلَيْهِ ثمَّ احتجاج ذَلِك بعد لنَفسِهِ أَو مَا فِي رِوَايَة عَن ابْن السكن والنسفي فغمض لي بعض أَصْحَابه فَإِن صحت فَمَعْنَاه نبهني بذلك من تغميض عَيْنَيْهِ على السُّكُوت
الضَّاد مَعَ النُّون
(ض ن ك) فِي التَّفْسِير عيشة ضنكا الضنك الشَّقَاء وَإِنَّمَا هُوَ الضّيق والشدة وَإِن كَانَ الْمَعْنى متقاربا شَيْئا وَقد جَاءَ فِي حَدِيث آخر أَنه عَذَاب الْقَبْر
(ض ن ن) قَوْله فِي حَدِيث الْأَنْصَار إِلَّا الضن برَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِكَسْر الضَّاد أَي الْبُخْل بِهِ وَالشح عَن أَن يرجع عَنَّا إِلَى قومه وَقَوله وَلَا تضنن ويورى وَلَا تضن عَليّ أَي لَا تبخل بِفَتْح الضَّاد يُقَال ضن يضن بالشَّيْء ضنا وضنانة ويضن وضننت وضننت والأجود ضننت بِالْكَسْرِ فَأَنا أضن بِالْفَتْح ويروى عني مَكَان عَليّ وَهِي رِوَايَة عبيد الله وَعلي لِابْنِ وضاح وَكِلَاهُمَا صَحِيح
الضَّاد مَعَ الْعين
(ض ع ف) قَوْله أضعفت أربيت أَي أَعْطيته ضعف مَا أَعْطَاك وَاخْتلف فِي مُقْتَضى لَفْظَة الضعْف فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة أَن الضعْف وَاحِد وَهُوَ مثل الشَّيْء وضعفاه مثلاه وَقَالَ غَيره هُوَ الْمثل إِلَى مَا زَاد وَقَالَ غَيره الضعْف مثلان للشَّيْء
قَوْله أَضْعَف قلوبا ذَكرْنَاهُ فِي حرف الرَّاء وَالْقَاف
قَوْله عَن الْجنَّة مَالِي لَا يدخلني إِلَّا الضُّعَفَاء وَأهل الْجنَّة كل ضَعِيف متضعف هُوَ الخاضع المذل نَفسه لله تَعَالَى ضد المتكبر الأشر وَقد يكون الضُّعَفَاء هُنَا والضعيف المتضعف الإرقاء الْقُلُوب كَمَا قَالَ فِي أهل الْيمن أرق قلوبا وأضعف أَفْئِدَة عبارَة عَن سرعَة قبولهم ولين جوانبهم لذَلِك خلاف أهل الْقَسْوَة والجفاء والغلظة وَفِي الحَدِيث الآخر أهل الْجنَّة كل ضَعِيف متضعف ويروى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute