وَهُوَ أول الرّبيع عِنْد دُخُول الشتَاء ثمَّ الشتَاء ثمَّ الرّبيع ثمَّ الصَّيف ثمَّ الْحَمِيم وَهَكَذَا روى ابْن نَافِع عَن ملك فِي كتاب النُّجُوم تَرْتِيب الْأَزْمِنَة على سِتَّة كَمَا تقدم وَمِنْهُم من يُسَمِّي هَذَا الأول الرّبيع الثَّانِي ويسمي فصل الخريف الرّبيع الأول وَقَوله جملا رباعيا مخفف الْبَاء وَالْيَاء مَفْتُوح الرَّاء وَفِي حَدِيث آخر رباع هُوَ الَّذِي سَقَطت رباعيتاه من أَسْنَانه وَربَاع للذّكر ورباعية للْأُنْثَى فَإِذا نصبت الْمُذكر قلت رباعيا وَذَلِكَ فِي السّنة السَّابِعَة وَقَوله وَكسرت رباعيته هِيَ السن الَّتِي بعد الثَّنية وَهِي أَربع محيطات بالثنايا اثْنَان من فَوق وَاثْنَانِ من أَسْفَل
(ر ب و) ذكر الرِّبَا فِي البيع وَهُوَ من الزِّيَادَة فِيهِ الَّتِي لَا تبيحها الشَّرِيعَة من زِيَادَة فِي المَال الَّذِي لَا يجوز فِيهِ التَّفَاضُل أَو زِيَادَة تقع فِيهِ بِالتَّأْخِيرِ أَو زِيَادَة تقع فِي السّلف وَشبهه وَهُوَ مَقْصُور وَقَوله إِلَّا رَبًّا مَكَانهَا أَي ارْتَفع وَزَاد من الطَّعَام وانتفخ أَكثر مِمَّا أَخذ وَأكل مِنْهُ وَقَوله فربا الرجل ربوة شَدِيدَة بِالْفَتْح واصفر وَجهه أَي ذعر مِمَّا سَمعه وَقَوله مَالك حشيار أبيَّة قد تفسر فِي حرف الْحَاء وهما بِمَعْنى هِيَ الَّتِي أَصَابَهَا الربو وَهُوَ البهر فانتفخت ريتها وحشاها وَعلا نَفسهَا يعتري ذَلِك من شدَّة الْمَشْي والجري وَتَنَاول الْمَشَقَّة والثقل قَالَ الْخَلِيل وَبِالرجلِ أَصَابَهُ نفس فِي جَوْفه وَمِنْه سميت الربوة لما ارْتَفع من الأَرْض بِالضَّمِّ لارتفاعها وَيُقَال أَيْضا فِي هَذَا ربوة وربوة بِالْكَسْرِ وَالضَّم والرباوة بِكَسْر الرَّاء وَفتحهَا والرابية وَقد جَاءَت بعض هَذِه الْأَلْفَاظ فِي الحَدِيث
(ر ب ى) وَقَوله فِي الصَّدَقَة إِلَّا رَبًّا هاله كَمَا يربى أحدكُم فلوه التربية والتربيب الْقيام على الشَّيْء والإصلاح والمعاهدة لَهُ يُقَال ربه ورباه ورببه ببائين وربته بِالتَّاءِ كُله بِمَعْنى حضنه وَقَامَ عَلَيْهِ وَمعنى الحَدِيث هُنَا تَضْعِيف الله أجره فِي ذَلِك وتكثيره.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
فِي حَدِيث وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين فَانْطَلق يربأ أَهله كَذَا فِي كتاب شَيخنَا أبي مُحَمَّد الخشنى وَأبي عبد الله التَّمِيمِي بباء بِوَاحِدَة مَفْتُوحَة بعْدهَا همزَة وَمَعْنَاهُ يتطلع لَهُم ويتحسس والربيئة الْعين والطليعة للْقَوْم وَكَانَ عِنْد بَقِيَّة شُيُوخنَا وَأكْثر النّسخ يرتوا بتاء بِاثْنَتَيْنِ فَوْقهَا مَضْمُومَة بِغَيْر همز وَقد يكون مَعْنَاهُ أَي يتقدمهم ليتطلع لَهُم وَقد يكون مَعْنَاهُ يشد ويقوى بصائرهم وَقيل هُوَ من قَوْلهم رتا بِرَأْسِهِ يرتو رتوا مثل الْإِيمَاء وَالْأول أظهر فِي معنى الحَدِيث هُنَا قَوْله فِي حَدِيث الَّذِي أَمر أَهله أَن يحرقوه فَأخذ مواثيقهم على ذَلِك وربى فَفَعَلُوا بِهِ ذَلِك كَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ وَرَوَاهُ مُسلم فَفَعَلُوا ذَلِك بِهِ وربى مُؤَخرا قَالَ بَعضهم مَا فِي البُخَارِيّ الصَّوَاب وربى هُنَا قسم على صِحَة مَا ذكره وكلتا الرِّوَايَتَيْنِ تصح على الْقسم وَوَجَدته فِي أصل شَيخنَا التَّمِيمِي من طَرِيق ابْن الْحذاء وذرى أَي فعل بِهِ مَا أَمرهم بِهِ من أَن يذروه فِي الرّيح بعد حرقه وسحقه وَهَذِه الرِّوَايَة هِيَ الْوَجْه فِي الحَدِيث وَيكون تَأْخِيره فِي كتاب مُسلم أصوب لكنه لم يكن عِنْد أحد من شُيُوخنَا غَيره وَيحْتَمل أَن يكون وربى مغيرا مِنْهُ وَقد يحْتَمل أَن يكون مغيرا من الْعَهْد والميثاق أَيْضا فَإِن الربَاب بِالْكَسْرِ الْعَهْد والمعاهدون يُقَال لَهُم أربة مثل أغرة فَلَعَلَّهُ فعل مِنْهُ وَالله أعلم وَعَلِيهِ حمله بعض الشَّارِحين قَوْله الصَّلَاة فِي مرابض الْإِبِل كَذَا للأصيلي وَلغيره مَوَاضِع وَهُوَ أصح وَإِنَّمَا يسْتَعْمل المربض فِي الشَّاة يُقَال ربضت الدَّابَّة ربوضا بَركت وأصل المعطن لِلْإِبِلِ وَسَيَأْتِي فِي حرفه وَقَوله ذَاك مَال رائح ويروى رابح مَعًا بِالْبَاء بِوَاحِدَة من الرِّبْح بِالْأَجْرِ وجزيل الثَّوَاب أَي ذُو ربح أَو رابح ربه وَقيل تَفْسِير
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute