للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أي: أهلكت، وهو قريب من الرواية الأخرى:

أبيحت.

[(ب ي ن)]

قوله: إن من البيان لَسِحْرًا: فيه وجهان، قيل: مقصده به الذم لأنه يصرف الحق إلى صورة الباطل والباطل إلى صورة الحق، كالسحر الذي يقلب العين. وسياق الحديث وسببه قد يشهد لهذا التأويل. وقيل: هو على المدح والثناء عليه، وإنما شبه بالسحر لصرف القلوب به. ومنه قالوا فيه: السحر الحلال، والبيان هو الفهم، وذكاء القلب مع اللسن، والبيان أيضًا: الظهور، ومنه بأن لي كذا وتبين لي كذا بينًا وبيانًا.

وقوله: أَبِنِ القدح عن فيك: قال بعضهم: أخره من بان عنه أي: فارقه وبَعُدَ أيضًا عنه والبين: الفراق، والبعد والبين أيضًا الوصل ومنه ﴿لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ﴾ [الأنعام: ٩٤].

وقوله: بينا أنا في أمر: أي: بينما وكأنه من البين الذي هو الوصل، أي: أنا متصل بفعله، والتبين: التثبت. وقرئ فتبينوا وفتثبتوا.

وقوله: ليس بالطويل البائن: أي المفرط في الطول، كأنه من المفارقة والبعد، أي الذي بان عن قدود الطوال، وبَعُدَ عن شبههم، أو من الظهور، أي الذي ظهر شذوذ طوله عليهم.

[(ب ي ض)]

وقوله: فلما ارتفعت الشمس وابياضّت: أي صفت يقال: ابيضَّ الشيء وابياض وأبياض أيضًا بالهمز، وكذلك في الحمرة والصفرة وغيرها. وقد جاء في البيوع: ما تزهو. قال: تحمار وتصفارّ، وقيل: إنما يقال ذلك في كل لون بين لونين كالصهبة والربدة والشهبة. يقال: منه اصهاب واشهاب وارباد، فأما الخالص الحمرة والبياض، وشبهه فإنما يقال فيه: أحمر وأبيض وأسود، إذا أردت استقراره وتمكنه، فإن أردت تغيره واستحالته قلت فيه: أفعال.

وقوله تستبيح بيضتهم: أي جماعتهم وأصلهم مأخوذ من بيضة الطائر، لأنها أصله وتحضينها عليه واجتماعه له، والبيضة أيضًا العز، والبيضة أيضًا الملك.

وقوله: يسرق البيضة فتقطع يده، قيل: هي بيضة الطائر المعروفة، وهو على مذهب من يقطع في القليل والكثير. وقيل: هو على ضرب المثل للقليل، وإن العادة تحمله إذا سرق البيضة على سرقة ما هو أكثر منها، فتقطع يده.

وقيل: المراد بيضة الحديد التي لها قيمة.

وقوله: وأعطيت الكنزين الأبيض والأحمر، قيل: هما الفضة والذهب وقيل: ملك كسرى وقيصر، لقوله في الحديث الآخر: ولتنفِقُنَّ كنوزهما في سبيل الله، ولقوله: لتفتحن عصابة من المسلمين كنز كسرى الأبيض. ولقوله: إني لأبصر قصر المدائن الأبيض، وفي الشام قصورها الحمر.

وذكر في الحديث في بيع الطعام البيضاء. جاء تفسيرها في حديث سفيان: أنه الشعير. وقال الداودي: هي البيضاء من القمح. وقال الخطابي

<<  <  ج: ص:  >  >>