الحديث الآخر على الآكام والظراب جمع: ظرب. قال مالك: الظرب الجبيل، وهو بمعنى تفسير غيره. ويقال في واحده أيضًا ظرب: بكسر الظاء وسكون الراء، كذا قيدناه عن أبي الحسين.
[(ظ ر ف)]
قوله: في الغلام الذي قتله الخضر غلامًا ظريفًا. قيل: الظريف الحسن الهيئة. وقيل: الحسن العبارة: والتفسير الأول أليق بهذا الحديث.
وقوله: في الأشربة: نهيتكم عن الظروف يعني: الأَواني وما تجعل فيه الأشياء واحدها: ظرف.
وقوله: نهيتكم عن الأشربة في ظروف الأدم. قيل: معناه غير الأسقية لإباحته قبل الانتباذ فيها. وقيل: لعله إلا في ظروف الأدم، فسقطت إلا.
[الظاء مع اللام]
[(ظ ل ل)]
قوله: يظلهم الله في ظله الحديث، يحتمل
أن يكون الظل هنا على ظاهره، أما ظل العرش كما جاء في الحديث الآخر في ظل عرشه وأضافه إلى الله لملكه ذلك، أو على حذف مضاف، أو يراد بذلك ظل من الظلال وكلها الله تعالى كما قال ﴿فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ﴾ [البقرة: ٢١٠] أي: بظلل وكل ما أظل فهو ظل، وظل كل شيء كنه، وقد يكون الظل هنا بمعنى الكنف والستر والعز، ويكون بمعنى في خاصته ومن يدني منزلته ويخصه بكرامته في الموقف، وقد قيل مثل هذا في قوله: السُّلْطَانُ ظِلُّ الله في الأَرضِ أي: خاصته. وقيل: ستره. وقيل: عزه، وقد يكون بمعنى الراحة والنعيم، كما قيل: عيش ظليل أي: طيب، ومنه الحديث الآخر: في الجَنَّةِ شَجَرَةٌ يَسِيرُ الرَّاكِبُ في ظِلِّها، كذا قيل في ذراها وكنفها، ويحتمل أن معناه: في روحها ونعيمها.
وقوله: أظلهم المصدق، وقد أظل قادمًا وأظلنا يوم عرفة أي: غشيهم أظله، كذا أي: دنا منه كأنه ألبسه ظله، ومنه قد أظل أي: غشيه أو كاد.
وقوله: في البقرة وآل عمران: كأنهما ظُلَّتانِ أو غَمَامَتَانِ بمعنى متقارب الظلة: السحابة، وجمعها ظلل. ومنه ﴿عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ﴾ [الشعراء: ١٨٩] ومنه. رأيت ظلة تنطف السمن والعسل أي: سحابة، ومنه الظلة من الدبر أي: السحابة منها.
وقوله: الجنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ معناه: أن شهرة السيوف والضرب بها موجب لها فكأنها معها وتحتها.
وقوله: ما زَالَتِ المَلائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا يحتمل وجهين: أنها أظلته لئلَّا تغيره الشمس إكرامًا، له والآخر وهو أظهر تزاحمها عليه للرحمة عليه والبر به.
وقوله: في الهجرة لها ظل لم تأتِ عليه الشمس أي: لم تفيء عليه، وهذا تفسير معنى الظل، والفرق بينه وبين الفيء: أن الظل ما كان من غدوة إلى الزوال مما لم تصبه الشمس، والفيء من بعد الزوال، ورجوعه إلى المشرق من المغرب مما كانت عليه الشمس قبل.
وقوله: يَظَلُّ الرجل شاخِصًا أي: يصير يقال: ظللت بكسر اللام أفعل كذا أظل: بفتح الظاء إذا فعلته نهارًا وظلت: بالفتح والكسر. قال تعالى ﴿ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا﴾ [طه: ٩٧] ولا يقال في غير فعل النهار، كما لا يقال باتَ إلا لفعل الليل، ويقال: طفق فيهما ويكون ظل يفعل كذا بمعنى دام، قاله صاحب
الأفعال وغيره.
وقوله: وعلى رسول الله ثوب قد أُظلَّ به، أي: جعل ليكون له ظلًا ليقيه الشمس.
[(ظ ل م)]
قوله: الظُّلمُ ظُلُماتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ يعني: على أهله حين يسعى نور المؤمنين بين أيديهم وأيمانهم، أو يكون المعنى شدائد على أهلها، ومنه قوله تعالى ﴿قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾ [الأنعام: ٦٣] ومنه: يوم مظلم أي: ذو شدة.
قوله: وليس لعرق ظالم حق، يروى بالتنوين، وظالم نعت والصفة هنا راجعة إلى صاحب العرق أي: لذي عِرْق ظالم، وقد يرجع إلى العرق أي: عرق ذي ظلم فيه، ويروى بغير تنوين على الإضافة، والعرق: الإحياء والعمارة وسنذكره مفسرًا في بابه، وفي حديث الإفك: إن كنت قارفت سوءًا أو ظلمت يعني: عصيتَ. وقيل ذلك في قوله تعالى ﴿فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ﴾ [فاطر: ٣٢] وقول أبي هريرة في ثناء النبي على الأنصار: ما ظلم بأبي وأمي، أي: ما وضع الشيء