للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالقطرية فيها حمرة. قال الخطابي: وفسره بعضهم أنه من غليظ القطن. قوله: في حديث عائشة وسلام اليهود: ففطنت بهم، كذا في النسخ من مسلم، وفي رواية جميع شيوخنا: بالفاء والنون. وقد جاء في رواية ابن الحذّاء: فقطبت لهم: بالقاف والباء بواحدة من القطوب وعبوس الوجه. والأول الصواب وأشبه بمساق الكلام وإن كان لهذا وجه.

[الفاء مع الظاء]

[(ف ظ)]

قوله: أنت أفظّ وأغلظ هما بمعنى من شدة الخلق وخشونة الجانب، ولم يأتِ هنا أفعل للمفاضلة مع النبي ، لكن بمعنى فظ وغليظ، أو تكون المفاضلة، وتكون الغلظة في جهة النبي فيما يجب من الخشونة على أهل الباطل، كما قال تعالى ﴿وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ﴾ [التوبة: ٧٣] وتكون عند عمر زيادة في غير هذا من الأمور، فيكون أغلظ لهذا على الجملة، لا على المفاضلة، فيما يحمد من ذلك.

[(ف ظ ع)]

قوله: لم أرَ كاليوم منظرًا أفظع أي: أعظم وأشد وأهيب وأفظع هنا بمعنى أشد فظاعة، وأعظم أي: أفظع مما سواه من المناظر الفظيعة، فحذف اختصارًا لدلالة الكلام عليه. قوله: إلى أمر يفظعنا أي: يفزعنا ويعظم أمره، ويشتد علينا، وهو مما تقدم.

[(ف ك ك)]

قوله: هذا فكاكك من النار: بفتح الفاء أي: خلاصك منها ومعافاتك، ومنه: فكاك الرقبة: تخليصها من الرق، وفكاك الرهن: تخليصه من عهدة الارتهان وإطلاقه لربه، وفكوا العاني، أي: افدوا الأسير وخلصوه من الأسر.

[الفاء مع اللام]

[(ف ل ت)]

قوله: كانت بيعة أبي بكر فلتة، بسكون

اللام وفتح الفاء، ووجدته بخط الجياني فيما قيده عن ابن سراج فلتة: بالضم وبالفتح معًا، والفلتة كل شيء عمل على غير روية وبودر به انتشار خبره، هذا تأويل أبي عبيد وغيره هنا، وقد أنكره بعضهم وقال: هذا لا يصح، وهل كان تقديمه إلا بعد مشاورة من المهاجرين والأنصار، وإنما معناه ما روي عن سالم بن عبد الله بن عمر، وقد سئل عن تفسير قول عمر هذا فقال: كان أهل الجاهلية يتحاجزون في الأشهر الحرم، فإذا كانت الليلة التي يشك فيها يعني آخر ليلة من الشهر الحرام، وهي ليلة ثلاثين وهي تسمى عندهم: الفلتة أدغلوا فيها وأغاروا يريد: ويحتجون بأنها من الشهر الحلال الذي بعده، وأن الشهر الحرام كان ناقصًا. قال سالم: فكذلك كان يوم مات رسول الله أدغل الناس من بين مدع أمارة أو جاحد زكاة، فلولا اعتراض أبي بكر دونها، كانت الفضيحة وإلى هذا المعنى ذهب الخطابي - رحمه الله تعالى - في تفسيرها إذ كان موته بعد الأمن في حياته الفلتة آخر شهور الحرم، وفي الحديث الآخر: إن أمي افتلتت نفسها أي: ماتت فجاءة وقيل: اختلست نفسها وهو من نحو ما تقدم، ونفسها منصوب على مفعول ثان وهو أكثر الروايات، ورواه بعضهم: نفسُها بالضم على ما لم يسم فاعله، وكذا قيده الخطابي قال أخذت نفسها فجاءة، وبالوجهين

قيده أبو علي الجياني، وغيره من شيوخنا، وذكره ابن قتيبة: اقتتلت، بقاف بعدها تاءان باثنتين فوقها، وقال: هي كلمة تقال لمن مات فجاءة، ولمن قتلته الجن من العشق، والأول المعروف المشهور في الرواية، والمعنى، لا ما قاله.

قوله: إن شيطانًا تفلت علي البارحة، معناه: توثّب علي وتسرع لضري، وقد ذكرناه. وقوله: حتى إذا أخذه لم يفلته أي: لم يتفلت منه ويكون معناه: لم يخلصه غيره منه. يقال: أفلت الرجل فأفلت وانفلت.

[(ف ل ج)]

قوله: المتفلجات المغيرات خلق الله، وهو نحو تفسير الواشرات والمؤتشرات، وقريب من ذلك، وهن اللاتي يأشرن أسنانهن بحديدة حتى يفلجنها، والفلج: بفتح الفاء واللام فرجة، وتفسح بين الثنايا، قاله الخليل. وقال غيره: بين الأسنان. وقال بعضهم: بين الثنايا والرباعيات، والفرق بفتح الراء بين

<<  <  ج: ص:  >  >>