للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صبحتها ويروى من صبحتها وهما بِمَعْنى وَمن هُنَا بِمَعْنى فِي وَقَوله أصبحي سراجك وأصبحت سراجها أَي أوقدته والمصباح السراج يُسمى بذلك لِأَنَّهُ يطْلب بِهِ الضياء وَهُوَ الصُّبْح والصباح

(ص ب ر) قَوْله يَمِين الصَّبْر بِفَتْح الصَّاد وَلَا تصبر على الْيَمين حَيْثُ تصبر الْإِيمَان مخفف وَلأبي الْهَيْثَم تصبر مشدد الْبَاء وَنهى أَن تصبر الْبَهَائِم مخفف الْبَاء وَعَن صَبر الْبَهَائِم وَعَن المصبورة كُله من الْحَبْس والقهر فَفِي الْإِيمَان إلزامها والإجبار عَلَيْهَا وَفِي الْبَهَائِم حَبسهَا ونصبها للرمي والرمية هِيَ المصبورة وَكَأَنَّهُ كُله من الصَّبْر أَي كلف أَن يصبر على هَذَا ويلتزمه إلزاما وَقَوله لَا أحد أَصْبِر على أَذَى من الله أَي أَشد حلما عَن فَاعل ذَلِك وَترك المعاقبة عَلَيْهِ وَهُوَ مُفَسّر فِي الحَدِيث يجْعَلُونَ لَهُ ندا وَولدا وَهُوَ يرزقهم وَهُوَ من معنى اسْمه تَعَالَى الصبور والحليم وَمَعْنَاهُ الَّذِي لَا يعاجل العصاة بالنقمة بل يعفوا وَيُؤَخر ذَلِك إِلَى أجل مَعْلُوم عِنْده بِمِقْدَار والحليم بِمَعْنَاهُ إِلَّا أَن فِي الْحَلِيم الصفح مَعَ الْقُدْرَة والامن الْعقُوبَة والصبور تخشى عَاقِبَة أَخذه وَهَذَا الْفرق بَين الصَّبْر والحلم وَقَوله للْأَنْصَار اصْبِرُوا أَي اثبتوا على مَا أَنْتُم عَلَيْهِ وَلَا تخفوا وأصل الصَّبْر الثَّبَات وَقَوله الصُّبْرَة من التَّمْر بِضَم الصَّاد وقرظ مصبور وَهُوَ الشَّيْء الْمُجْتَمع مِنْهُ على الأَرْض بعضه على بعض وَقَوله الصَّبْر ضِيَاء يحْتَمل ظَاهره وَهُوَ الصَّبْر عَن الدُّنْيَا ولذاتها وَالْأَظْهَر هُنَا أَنه الصَّوْم كَمَا جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات وَسمي الصَّوْم صَبر الثَّبَات الصائمين وحبسهم أنفسهم عَن شهواتهم وَقيل ذَلِك فِي قَوْله تَعَالَى) اسْتَعِينُوا بِالصبرِ وَالصَّلَاة

(أَي الصَّوْم وَسمي شهر رَمَضَان شهر الصَّبْر لذَلِك قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الصَّبْر الْحَبْس وَالصَّبْر الْإِكْرَاه وَالصَّبْر الجرأة

(ص ب غ) قَوْله فيصبغ فِي النَّار صبغة أَي يغمس ويغرق

قَوْله وَلبس ثيابًا صبيغا أَي مصبوغة ملونة يُقَال صبغ يصْبغ بِضَم الْبَاء وَفتحهَا وَكسرهَا صبغا وصبغا بِفَتْح الصَّاد وَكسرهَا والصبغة الْمرة الْوَاحِدَة بِالْفَتْح والصبغة بِالْكَسْرِ الْملَّة وَالدّين وَمِنْه صبغة الله

(ص ب و) قَوْله نصرت بالصبا مَفْتُوح مَقْصُور هِيَ الرّيح الشرقية وَهِي الْقبُول وَهِي الَّتِي تَأتي من الشرق وَقيل الَّتِي تخرج من وسط الْمشرق إِلَى القطب الْأَعْلَى حداء الجدي وَقيل مَا بَين مطلع الشَّمْس إِلَى الجدي.

فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم

قَوْله فأضع صبيب السَّيْف فِي بَطْنه كَذَا لأبي ذَر وَبَعْضهمْ وَكَذَا ذكره الْحَرْبِيّ وَقَالَ أَظُنهُ طرفه وَفِي رِوَايَة أبي زيد الْمروزِي والنسفي ضبيب بالضاد الْمُعْجَمَة وَهُوَ حرف طرف السَّيْف وَعند غَيرهم فِيهِ اخْتِلَاف وصور لَا يتَّجه لَهَا وَجه قَالَ الْقَابِسِيّ وَالْمَعْرُوف فِيهِ ظبة وَنَحْوه فِي اصل الْأصيلِيّ على تَخْلِيط فِي صورته لغير أبي زيد

وَقَوله فِي حَدِيث تَأْخِير الْعَتَمَة فَخرج رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يقطر رَأسه مَاء وَاضِعا يَده على رَأسه ثمَّ وصف ذَلِك فَقَالَ فَوضع أَطْرَاف أَصَابِعه على رَأسه ثمَّ صبها يمرها على الرَّأْس كَذَلِك ثمَّ مَال بِهِ إِلَى الصدغ وناحية اللِّحْيَة كَذَا روايتنا فِيهِ عَن أَكْثَرهم فِي مُسلم وَعند العذري ثمَّ قَلبهَا وَمَعْنَاهُ مُتَقَارب أَي أمالها إِلَى جِهَة الْوَجْه وَرَوَاهُ البُخَارِيّ ثمَّ ضمهَا وَالْأول أبين وأشبه بسياق الحَدِيث

قَوْله فِي الِاعْتِكَاف لَيْلَة إِحْدَى وَعشْرين وَهِي اللَّيْلَة الَّتِي يخرج فِيهَا من صبحتها من اعْتِكَافه كَذَا ليحيى بن يحيى وَابْن بكير وَسَائِر رُوَاة الْمُوَطَّأ يَقُولُونَ يخرج فِيهَا وَلَا يَقُولُونَ من صبحتها وَهُوَ الصَّحِيح إِنَّمَا يخرج من صبحة ليلته فِي اعْتِكَافه الْعشْر الْأَوَاخِر من رَمَضَان لشهود صَلَاة الْعِيد مَعَ النَّاس ثمَّ بعد ذَلِك يَنْقَضِي اعْتِكَافه وَأما فِي غَيرهَا فبمغيب الشَّمْس

<<  <  ج: ص:  >  >>