قيل: إنه يحتمل أن يكون من اللعاب، كما قال: هن أطيب أفواهاً، ولرواية لعابها: بالضم وعندي أنه إن صح هذا في لعابها، ومص ريقها وارتشافه فيبعد في قوله: تلاعبها وتلاعبك، إلا أن يستعمل هذا المعنى في غير الرشف فعلى بعد، والأول أظهر وأشهر.
وقوله: ومعها لعبها وهن اللعب: بضم اللام وفتح العين جمع: لعبة وهي صور الجواري وغيرها، التي يلعب بها الصبايا يريد: لصغرها.
وقوله: في حديث أبي عمير: قال: فكان يلعب به قيل: يعني بهذا النبي ﵇، وإن الضمير في اللعب عائد عليه، وفي به على الصبي أي: إنه كان يمازحه ﵇، وعلى ما جاء في كتاب غير مسلم مفسراً لنغير كان يلعب به، فالمراد إن اللاعب هنا: الصبي، والضمير في به عائد على النغر، من اللعب واللهو.
[(ل ع ن)]
وذكر اللعن والالتعان وهما معلومان، وأصل اللعن: البعد، وكانت العرب إذا تمرد منهم مارد وحذروا من جرائره عليهم، طردوه عنهم وتبرءوا منه، وسموه اللعين، لذلك فهو في حق الله ولعنته المبعد من رحمته. واتقوا الملاعن، هي جمع ملعنة، وهي المواضع التي يرتفق بها الناس، فيلعنون من يحدث بها ويمنع من الرفق بها، كمواضع الظل، وضفة الماء، وقارعة الطريق، وشبه ذلك، ومنه في الحديث الآخر: اتقوا اللاعنين، ويروى اللعانين على التثنية فيهما سمّيا بذلك لأنهما سبب لعن الناس، لمن فعل ذلك فيهما.
قوله: في اللعان، فذهبت لتلتعن، وعند الطبري والأسدي في حديث ابن أبي شيبة ليلعن: بضم الياء وفتح اللام وكسر العين مشددة، وفيه: ثم لعن في الخامسة وكلها صحيحات المعاني، أي: كرر اللعنة كما جاءت به الشريعة.
[فصل الاختلاف والوهم]
قول مسلم: وذكر الأحاديث الضعيفة وقال: لعلها أو أكثرها أكاذيب، كذا للفارسي من روايتنا عن الخشني، عن الطبري عنه، وعند الأسدي، عن الشاشي عنه، وفي رواية العذري وغيره وأقلها أو أكثرها أكاذيب وهو تصحيف، والوجه الأول الصواب.
قوله: في تقصير الصلاة: خرجت مع شرحبيل بن السمط إلى قوله: فقلت له: فقال: لعله كذا: بفتح اللام والعين عند بعض
الرواة، وكذا كان ضبط شيخنا الخشني فيه، وعند بعضهم لعلة: بكسرهما وآخره تاء، وسقطت اللفظة عند أكثرهم، ولا يظهر لثبوتها معنى بين ولعلها مغيرة، وكان الضبط الأول أشبه وأقرب معنى؛ لأن ذكر عمر هنا يختلف فيه. قد روى ابن عمر مكان عمر وهو خطأ، فلعل بعض الرواة لذلك بأن له الخطأ فيه فقال: لعله رأيت عمر، نظرًا من عند نفسه، وتنبيهاً على الصواب المخالف للرواية والله أعلم.
وقوله: في قبض روح الكافر، وذكر مرتبتها وذكر لعناً، كذا في جميع النسخ. وكان الوقشي يذهب إلى أن في اللفظ تغيير، أو يقول: لعله. وذكر الخرء لقوله: قبل في طيب روح المؤمن، وذكر المسك وهذا عندي من جسارته وتسوره، كأنه ذهب لمقابلة المسك بما ذكر، كما قابل الطيب بالنتن، ولم يكن مثل هذا في ألفاظه ﵇، فما كان فاحشاً ولا متفحشاً، وقد كان يكني عند الضرورة، فكيف بهذا، وليست المقابلة التي ذهب إليها، بأولى من مقابلة الصلاة على روح المؤمن المذكورة في الحديث، قبل باللعن في روح الكافر.
وقوله: وذكر المتلاعنين عند النبي ﵇، كذا لهم، وعند ابن السكن: التلاعن وهو الصواب، وعليه يدل سياق الحديث.
وقوله: في قتلى بدر: فقال رسول الله ﷺ، وهو يلعنهم ﴿فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا﴾ [الأعراف: ٤٤] كذا بالعين للقابسي وعبدوس، وعند الأصيلي وأبي ذر: يلقنهم وليس بشيء، وعند ابن السكن والنسفي: يلقيهم وهو الوجه أي: في القلب، كما جاء في الحديث الآخر مفسراً.
[اللام مع الغين]
(ل غ ب)