غابة يَعْنِي الأجمة شبه اجْتِمَاع رماحهم وَكَثْرَتهَا بهَا وَفِي الْبَقَرَة وَآل عمرَان كَأَنَّهُمَا غيايتان أَو غمامتان وهما بِمَعْنى الغياية بِالْيَاءِ فيهمَا بِاثْنَتَيْنِ تحتهَا كل شَيْء أظل الْإِنْسَان كالسحابة والغبرة وَالْمرَاد هُنَا سحابتان وَالله أعلم وَقَوْلها غيا يَاء أَو عيا يَاء أنكر أَبُو عُبَيْدَة رِوَايَة الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَقد رَوَاهُ بَعضهم بالغين بِغَيْر شكّ فِي غير هَذِه الْأُمَّهَات وَله عِنْدِي وَجه لَا يُنكر أَن يكون بِمَعْنى طباقاء الَّذِي تنطبق عَلَيْهِ أُمُوره وَكَذَلِكَ هَذَا من الغياية وَهُوَ مَا يُعْطي الْإِنْسَان من غمرة وَغَيرهَا وتظله فَكَأَنَّهُ غطيت عَلَيْهِ أُمُوره فَلَا يَعْقِلهَا أَو يكون من الْغَيْن وَهُوَ الانهماك فِي الشَّرّ أَو من الغي أَيْضا وَهِي الخيبة قَالَ الله) فَسَوف يلقون غيا
(قيل خيبة وَقيل غير هَذَا وَفِي حَدِيث السباق ذكر الْغَايَة بِالْيَاءِ وَهُوَ أمد السباق وَقَوله فِيهِ من الغابة بِالْبَاء بِوَاحِدَة هُوَ مَوضِع نذكرهُ وَقَوله وَكَانَ لغية يُقَال فلَان لغية إِذا كَانَ لغير رشدة بِفَتْح الْغَيْن من الغي كَمَا يُقَال لزنية بِكَسْر الزَّاي وَحكى ابْن دُرَيْد أَنه يُقَال فِيهِ لغية بِكَسْر الْغَيْن أَيْضا وَكَذَلِكَ لرشده بِكَسْر الرَّاء وَفتحهَا مَعًا وَقَالَ أَبُو عبيد لَا أعرف الْكسر وَمَوْضِع هَذَا أَن يكون فِي حرف الْغَيْن وَالْوَاو.
فصل الِاخْتِلَاف وَالوهم
قَوْله فِي كتاب مُسلم أَغيظ رجل على الله يَوْم الْقِيَامَة وأخبثه وأغيظه رجل تسمى بِملك الْأَمْلَاك كَذَا فِي النّسخ كلهَا وَالرِّوَايَات عَنهُ بِالْيَاءِ من الغيظ فيهمَا
قَالَ القَاضِي أَبُو الْوَلِيد الْكِنَانِي لَعَلَّه فِي أَحدهمَا أغنط بالنُّون والطاء بِالْمُهْمَلَةِ وَلَا وَجه لتكرار الغيظ إِذْ لَا تكون اللَّفْظَة الْوَاحِدَة مَعَ قرب فِي كَلَام فصيح والغنط شدَّة الكرب
فصل مشتبه أَسمَاء الْمَوَاضِع والأمكنة فِي هَذَا الْحَرْف
(برك الغماد) بِضَم الْغَيْن وَكسرهَا وَتَخْفِيف الْمِيم وَآخره دَال كَذَا ذكره صَاحب الجمهرة ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْبَاء
غيقة بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة بعْدهَا يَاء تحتهَا اثْنَتَانِ ثمَّ قَاف مَفْتُوحَة مَوضِع بَين مَكَّة وَالْمَدينَة من بلد بني غفار وَقيل هُوَ قليب مَاء لبني ثَعْلَبَة
الغميم بِفَتْح الْغَيْن وَمِنْهُم من يضمها ويصغره مَاء بَين عسفان وضجنان وَقيل وَاد وَقد ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْكَاف
الغابة بباء بِوَاحِدَة مَال من أَمْوَال عوالي الْمَدِينَة وَهُوَ الْمَذْكُور فِي حَدِيث السباق من الغابة إِلَى كَذَا وَمن أثل الغابة وَحَتَّى باتى خازني من الغابة وَفِي تَرِكَة الزبير مِنْهَا الغابة وَكَانَ بهَا مَاله كَانَ اشْتَرَاهَا بسبعين وَمِائَة ألف وبيعت فِي تركته بِأَلف ألف وسِتمِائَة ألف وَقد صحف قَدِيما كثير هَذَا الْحَرْف فِي حَدِيث السباق فَقَالَ فِيهِ الْغَايَة فَرده عَلَيْهِ مَالك وَكَذَلِكَ غلط فِي تَفْسِيره بعض الشَّارِحين فَقَالَ الْغَايَة مَوضِع الشّجر الَّتِي لَيست بمربوبة لاحتطاب النَّاس ومنافعهم فغلط فِيهِ من جِهَتَيْنِ اللُّغَة وَالْعرْف مَعًا وَإِنَّمَا هُوَ فِي اللُّغَة الشّجر الملتف والأجم من الشّجر وَشبههَا
الغوير بِضَم الْغَيْن مُصَغرًا وَآخره رَاء جرى ذكره فِي حَدِيث عمر ذَكرْنَاهُ فِي بَاب الْغَيْن وَالْوَاو وَالِاخْتِلَاف فِي مَعْنَاهُ وَمن قَالَ أَنه مَوضِع وبيناه
غَدِير الأشطاط بِفَتْح الْهمزَة والشين الْمُعْجَمَة وإهمال الطائين تقدم فِي حرف الْألف
غَدِير خم ذكرنَا خما فِي حرف الْخَاء وَهُوَ غَدِير تصب فِيهِ عين وَبَين الغدير وَالْعين مَسْجِد للنَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
فصل مُشكل الْأَسْمَاء فِيهِ
غبندر بِضَم الْغَيْن وَفتح الدَّال وَآخره رَاء لقب مُحَمَّد بن جَعْفَر
وغنيم بن قيس بِضَم الْغَيْن وَفتح النُّون مُصَغرًا وَعبد الرَّحْمَن بن الغسيل بِفَتْح الْغَيْن وَأَبُو غلاب يُونُس بن جُبَير بِفَتْح الْغَيْن وَتَخْفِيف اللَّام وَآخره بَاء