للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْكتاب وَنَبِينَا مُحَمَّد (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِمَا ذكر ودلت عَلَيْهِ الْأَخْبَار فِي لَيْلَة الْإِسْرَاء ووحي رِسَالَة وواسطة بِالْملكِ كأكثر حالات نَبينَا وحالات سَائِر الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام ووحي يلقى فِي الْقلب وَقد ذكر انه كَانَ حَال وَحي دَاوُود عَلَيْهِ السَّلَام وَجَاء فِي غير أثر عَن نَبينَا مُحَمَّد (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وعَلى آله نَحوه كَقَوْلِه ألْقى فِي روعي وَالْوَحي إِلَى غير الْأَنْبِيَاء بِمَعْنى الإلهام كَقَوْلِه تَعَالَى) وَأوحى رَبك إِلَى النَّحْل

(وَإِن رَبك أوحى لَهَا وَبِمَعْنى الْإِشَارَة فَأوحى إِلَيْهِم أَن سبحوا بكرَة وعشيا وَبِمَعْنى الْكِتَابَة وَقيل فِي هَذَا مثله وَبِمَعْنى الْأَمر كَقَوْلِه وَإِذ أوحيت إِلَى الحواريين قيل أَمرتهم وَقيل ألهمتهم يُقَال مِنْهُ وَحي وَأوحى وَفِي صدر كتاب مُسلم عَن الْحَارِث الْأَعْوَر فِيمَا انتقد عَلَيْهِ تعلمت الْقُرْآن فِي ثَلَاث سِنِين وَالْوَحي فِي سنتَيْن وَقَوله الْقُرْآن هَين وَالْوَحي أَشد فَظَاهر تَأْوِيل منكريه عَلَيْهِ أَنه أَرَادَ بِهِ سوءا لما علمُوا من غلوه فِي التشييع وادعائهم علم سر الشَّرِيعَة لعلى وتحزبهم من ذَلِك بِمَا أنكرهُ عَليّ وكذبهم فِيهِ وَالظَّاهِر أَنه لم يرد هَذَا وَإِنَّمَا أَرَادَ الْكِتَابَة وَإِن الْقُرْآن كَانَ يحفظ عِنْدهم تلقينا فَكَانَ أَهْون من تعلم الْكِتَابَة والخط وَبِهَذَا فسره الْخطابِيّ وَالله تَعَالَى أعلم

الْوَاو مَعَ الْخَاء

(وخ ذ) قَوْله أيؤخذ الرجل عَن امْرَأَته أَي يحبس بِشَيْء يصنع لَهُ ذَكرْنَاهُ فِي الْهمزَة

(وخ م) قَوْله فِي العرنيين فاستوخموها بِعني الْمَدِينَة وَقَوله أَن الْمَدِينَة وخمة هِيَ الَّتِي يُوَافق نازلها هَواهَا وَلَا ينجع كلاها ومرعى وخيم لَا تنجع عَلَيْهِ الْمَاشِيَة وَطَعَام وخيم لَا يُوَافق آكله

(وخ ي) قَوْله يتوخى مناخ رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ويتوخى الْمَكَان وليتوخ الَّذِي نسى من صلَاته ويتوخى الْأَحَادِيث كُله من التَّحَرِّي وَالْقَصْد وَيُقَال يتاخى أَيْضا مبدلة من الْوَاو وأذهبا فَتَوَخَّيَا أَي تحريا بِالْحَقِّ واقصداه دون غَيره يُقَال وأخيت وتوخيت إِذا قصدت الشَّيْء وَقيل سمي الْأَخ أَخا لمقصد كل وَاحِد مِنْهُمَا مقصد أَخِيه وتحريه وموافقته

الْوَاو مَعَ الدَّال

(ود د) قَوْله كَانَ ودا لعمر بِضَم الْوَاو وَكسرهَا كَذَا ضبطناه يُقَال هُوَ وده بِالْكَسْرِ وود يَده مثل حبه وحبيبه وَيحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهُ بِالضَّمِّ أَي ذُو وده من الوداد كَقَوْلِه أهل ود أَبِيه وَلَا نراوده يُقَال وددت الرجل أوده ودا وودا وودادا ومودة وموددة وودادة وودادة وَقَوله وعلقها على ود بِفَتْح الْوَاو أَي وتدلغة تَمِيم وَقَوله مثل الْمُسلمين فِي توادهم أَي ود بَعضهم لبَعض وَأَصله تواددهم

(ود ن) قَوْله مودون الْيَد أَي ناقصها ذَكرْنَاهُ وَالِاخْتِلَاف فِيهِ فِي حرف الْهمزَة وَفِي حرف الثَّاء

(ود ع) قَوْله من ودعه النَّاس لشره ولينتهين أَقوام عَن ودعهم الْجُمُعَة يَعْنِي تَركه وتركهم وَأهل الْعَرَبيَّة يَقُولُونَ أَنهم أماتوا من يدع ماضيه ومصدره وَاسْتغْنى عَنهُ بترك وَقد جَاءَ فِي هَذِه الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة مُسْتَعْملا وَقد قَرَأَ بَعضهم مَا وَدعك رَبك بِالتَّخْفِيفِ وَطواف الْوَدَاع بِفَتْح الْوَاو لِأَنَّهُ مُفَارقَة الْبَيْت وأصل الْوَدَاع الْفِرَاق وَالتّرْك وَمِنْه قَوْله فِي آخر الطَّعَام غيرمودع رَبنَا وَلَا مكفور أَي غير مَتْرُوك ومفقود يُرِيد الطَّعَام هَذَا مَذْهَب الْحَرْبِيّ وَذهب الْخطابِيّ إِلَى أَن المُرَاد الدُّعَاء لله وَقَالَ غَيره مُودع بِكَسْر الدَّال وَقَالَ مَعْنَاهُ غير تَارِك طَاعَة رَبِّي قَالَ ويروى غير مُودع وَمعنى هَذَا على هَذِه الرِّوَايَة كَمَا قَالَ غير مستغني أَي غير مَتْرُوك الطّلب لله وَالرَّغْبَة وَقد ذكرنَا من هَذَا فِي حرف الْكَاف وَالرَّاء وَهُنَاكَ تَمام الْكَلَام عَلَيْهِ وإعراب رَبنَا

(ودى) قَوْله أما ان يدوا صَاحبكُم أَي يؤدوا دِيَته وَكَذَلِكَ ودي رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي أعْطى دِيَته وَفِي رِوَايَة القعْنبِي فعقله

<<  <  ج: ص:  >  >>