فقال: هي الجدعاء أي: المقطوعة الأذن، وجيء بأبي يوم أحد مجدعًا أي: مقطوع الأنف والأذنين. قال الخليل: الجدع: قطع الأنف والأذن.
[(ج د ي)]
قوله: أجدى على الأيام أي: أنفع، وقد ذكرناه، والخلاف فيه في حرف الألف.
[فصل الاختلاف والوهم]
قوله: ومنها أجادب أمسكت الماء، كذا رويناه في الصحيحين بدال مهملة بغير خلاف، أي: أرض جدبة غير خصبة. قالوا: هو جمع جدب على غير قياس، وكان القياس لو كان جمع أجدب لكنهم قد قالوا: محاسن جمع حسن، وكان قياسه: أن يكون جمع محسن، وكذلك مشابه جمع شبه وقياسه مشبه. قال الأصمعي: الأجادب من الأرض: ما لم ينبت الكلأ، وقد روى بعضهم هذا الحرف أجاذب بالذال المعجمة، وكذا ذكره الخطابي، وقال: هي صلاب الأرض التي تمسك الماء، وقاله بعضهم: أحازب بالحاء والزاي وليس بشيء، ورواه بعضهم: إخَادات بكسر الهمزة بعدها خاء مفتوحة خفيفة وبين الألفين دال معجمة وآخره تاء الجمع المؤنث، وكذا رواه أبو عبيد الهروي: هي جمع أخاذه، وهي: الغدران التي تمسك ماء السماء، وقد رواه بعضهم أجارد أي: مواضع منجردة من النبات جمع أجرد.
وقوله: ولا يَنْفَعُ ذا الجِدْ مِنْكَ الجَد، أكثر الرواية فيها بفتح الجيم أي: البخت والحظ والعظمة والسلطان. وقيل: الغنى والمال، كقوله ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ﴾ [الشعراء: ٨٨] والكل متقارب المعنى. وقد رواه بعضهم بكسر الجيم من الاجتهاد، وقيدناه بالوجهين عن بعض شيوخنا، أي: لا ينفع جده وحرصه في أمور دنياه مما كتب له وقُدّر عليه. وأنكر أبو عبيد الكسر. وفي تفسير قوله ﴿عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ﴾ [القلم: ٢٥] حرد في أنفسهم، أي: قصد، وهو قول الفراء، كذا رواية الأصيلي، وعند غيره جد، وهو قول غير الفراء أي: جد في المنع. وفي حديث أحد: ليرين الله ما أجد، كذا للأصيلي رباعي، وللقابسي: أجُد بضم الجيم ثلاثي على ما تقدم. في حديث مسلم عن يحيى بن يحيى، ثم قال للحلاق: جد كذا
وفي حديث الهجرة: وأتبعنا سراقة ونحن في جُدد من الأرض، كذا للعذري، وعند السمرقندي والسجزي جلد باللام ومعناهما متقارب. وفي البخاري مثله، أو في جلد من الأرض، كذا للعذري، وعند السمرقندي والسجزي جلد باللام ومعناهما متقارب. وفي البخاري مثله، أو في جلد من الأرض. شك زهير الجلد الصلب الشديد من الأرض والجدد الخشن منها أيضًا، ويكون المستوى أيضًا، وهو هنا الخشن الصلب.
وفي بناء الكعبة: في حديث سعيد بن منصور: سألت رسول الله ﷺ عن الجدار من البيت هو، وكذا أن أدخل الجدر في البيت بفتح الجيم وسكون الدال المهملة، كذا في الصحيحين، زاد في الأصل مسلم في رواية السمرقندي والسجزي لعله الحجر، والصواب ما في الأصل، وكذا في جامع البخاري وغيره الجدر، أي: أصل الجدر القديم وبقية الأساس، وليس هو الحجر كله، ألا تراه قال في سائر الأحاديث: ولا دخلت من الحجر، ومنه قوله في فضل مكة: سألت النبي ﷺ عن الجدر، وعند المستملي: الجدار أمن البيت هو؟ قال: نعم.
وقوله: في حديث أبي بكر: فغضب وجدع وسب، كذا للجرجاني وأبي ذر وجمهور رواة البخاري، وكذلك رواه مسلم بفتح الجيم وتشديد الدال، وعند المروزي في باب قول الضيف لصاحبه: لا آكل حتى تأكل، وجزع بالزاي وهو وهم، والصواب الأول وهو المعروف في الحديث.