للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحْتَمل أَنه عَن هَذَا وَإِلَيْهِ ذهب غير وَاحِد وَإِلَيْهِ نحا الْحَرْبِيّ وَأَبُو عبيد وَقَالَ مَالك فِي تَفْسِيره أَرَاهَا الطَّيرَة الَّتِي يُقَال لَهَا الهامة

قَالَ القَاضِي رَحمَه الله وَقد يحْتَمل أَنه أَرَادَ التطير بهَا فَإِن الْعَرَب كَانَت تتطير بالطائر الْمُسَمّى الْهَام وَمِنْهُم من كَانَ يتيامن بِهِ وَإِلَى هَذَا ذهب شمر بن حمدوية وَحَكَاهُ عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ أَبُو عبيد كَانَت الْعَرَب تزْعم أَن عِظَام الْمَوْتَى تصير هَامة تطير يسمون الطَّائِر الَّذِي يخرج من هَامة الْمَيِّت إِذا بلَى الصدأ

(هـ ون) قَوْله فَمشى على هنيَّة بِكَسْر الْهَاء أَصله الْوَاو من الْهون بِالْفَتْح الرِّفْق والدعة يُقَال امْضِ على هنيتك وَهُوَ الرِّفْق والتثبت وَمِنْه قَوْله تَعَالَى) الَّذين يَمْشُونَ على الأَرْض هونا

(قيل بسكينة ووقار وَقَالَ شمر الهنية بِالْكَسْرِ والهون بِالْفَتْح الرِّفْق والدعة يُقَال امْضِ على هنيتك وَقَالَ بَعضهم الهوينا تَصْغِير الهونا بِالضَّمِّ وَهُوَ تَأْنِيث الْهون أَي الأرفق قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْعَرَب تمدح بالهين واللين مخففا لِأَنَّهُ عِنْده من الرِّفْق والتثبت وَقَالَ تذم بالهين واللين مثلا لِأَنَّهُ عِنْده من الْهون بِضَم الْهَاء وَهُوَ الهوان وَقد قيل أَيْضا بِالضَّمِّ من الرِّفْق قَالُوا وَمِنْه الهوينا وَقَالَ غَيره هما سَوَاء مُثقلًا ومخففا وَالْأَصْل فِيهِ التثقيل وَقَوله هوني عَلَيْك أَي حقري هَذَا الْأَمر وَلَا تعظميه

(هـ وع) قَوْله يتهوع قَالَ فِي البارع تهوع الرجل وهاع يهوع بِمَعْنى وَهُوَ تكلّف الْقَيْء وهاع يهاع إِذا جَاءَهُ من غير تكلّف وَفِي الجمهرة هاع الرجل يهوع ويهاع إِذا قاء وَالِاسْم الهواع والهوع وَقَالَ أَبُو عبيد هاع يهاع إِذا تهوع

(هـ وش) قَوْله إيَّاكُمْ وهيشاة الْأَسْوَاق بِفَتْح الْهَاء وَأَصله الْوَاو وَقد روى هُوَ شات بِالْوَاو وَقَالَ أَبُو عبيد الهوشة الْفِتْنَة والاختلاط هُوَ من الْقَوْم إِذا اختلطوا وقيدناه على أبي بَحر بِسُكُون الْيَاء وَقَيده التَّمِيمِي عَن الجياني بِفَتْحِهَا

(هـ وى) قَوْله فهوى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي أحبه بِكَسْر الْوَاو وَاسْتَحْسنهُ والهوى الْمحبَّة وَمِنْه قَوْله أَن رَبك يُسَارع فِي هَوَاك وَقَوله حَتَّى هويت إِلَى الأَرْض أَي سَقَطت يُقَال هويت إِذا سَقَطت بِفَتْح الْوَاو وَهوى أَيْضا بِمَعْنى هلك وَمَات وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فقد هوى وَزعم بَعضهم أَن صَوَاب هَذَا الْحَرْف أَهْوى إِلَى الأَرْض وكما جَاءَ فِي البُخَارِيّ فِي الوفات وَلم يقل شَيْئا إِنَّمَا يُقَال من السُّقُوط هوى وَمِنْه فَهُوَ يهوي فِي النَّار أَي ينزل سَاقِطا كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فِي الحَدِيث بِعَيْنِه فَهُوَ ينزل بهَا فِي النَّار لِأَن دركات النَّار إِلَى أَسْفَل فَهُوَ نزُول سُقُوط وَقيل أَهْوى من قريب وَهوى من بعيد وَقَوله فَجعل النِّسَاء يهوين بأيديهن إِلَى آذانهن أَي يتناولن ويأخذن ويملن بهَا كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث الآخر يشرن وَكَذَلِكَ قَوْله أَهْوى ليَأْكُل وأهوت إِلَى حُجْرَتهَا وأهوى إِلَى الْحَصْبَاء وأهوى ليسجد وأهويت بيَدي إِلَى كِنَانَتِي يُقَال أَهْوى بِيَدِهِ وأهوى يَده للشَّيْء تنَاوله وَقَالَ صَاحب الْأَفْعَال هوى إِلَيْهِ بِالسَّيْفِ وأهوى أماله إِلَيْهِ وَمِنْه فَأَهْوَيْت نَحْو الصَّوْت أَي ملت وَمِنْه أَهْوى يَده إِلَى الضَّب وَمِنْه يهوى بالصخرة لرأسه وَمِنْه فِي حَدِيث الْإِفْك وَهوى حَتَّى أَنَاخَ أَي أسْرع وَعند الْأصيلِيّ أَهْوى أَي مَال وَيكون أَيْضا أسْرع وَمِنْه قَوْله حَتَّى أهويت لأناولهم أَي أملت يَدي أسقيهم وَقَوله حَتَّى يهوى بِفَتْح الْيَاء وَكسر الْوَاو والهوى والهوى بِالْفَتْح وَالضَّم الْمُضِيّ والإسراع وأهوت النَّاقة والوحشية أسرعت وَمِنْه قَوْله تهوى بِهِ الرّيح أَي تمر بِهِ فِي سرعَة وَفِي حَدِيث الْبراق ثمَّ انْطلق يهوى بِهِ مِنْهُ أَي أسْرع وهوت الْعقَاب انْقَضتْ على الصَّيْد فَإِذا راوغته قيل أهوت لَهُ وَيُقَال فِي الصعُود والهبوط هوى يهوي هوى بِالْفَتْح إِذا هَبَط وَهُوَ يَا بِالضَّمِّ إِذا صعد وَلم

<<  <  ج: ص:  >  >>