النسائي على ما لم يسم فاعله: مشدد السين. قيل: يحتمل أن يكون شكًا من الراوي في أحد اللفظين، أو يكون اللفظ كله من كلام النبي ﵇، أي: أنسى من قبل نفسي وسهوي، أو قد ينسيني الله ذلك ويغلبني عليه. وقد رواه بعض المحدثين: لا أنسى، ولكن أنسى لاسن، وقد يكون أنسى هذا: بالفتح أي: أترك ونسي بمعنى: ترك معلوم مشهور في اللغة، ومنه ﴿نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ﴾ [التوبة: ٦٧] أي: تركوا أمره، فتركهم
من رحمته، ويكون المعنى: ما تركته قصدًا إن تركه لا يضر، أو أنساه من الله، فأرى سنة حكمته، وفي ليلة القدر أيقظني بعض أهلي فنسيتها، ويروى: فنسيتها على ما لم يسم فاعله.
وقوله: ليس ما لأحدكم أن يقول: نسيت آية كذا ولكنه نُسِّي، الأول: بفتح النون، والثاني بالضم بغير خلاف هنا، على ما لم يسم فاعله، وضبطناه عن الأسدي: بتخفيف السين، وإليه كان يذهب الكناني، وكان لا يجيز غيره كأنه يذهب إلى أنه نسي من الخير كما قيل. وقوله تعالى ﴿فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾ [طه: ١٢٦]، وضبطناه على الصدفي، وغيره: نسي: مشدد السين، وهو أليق بالمراد. والله أعلم. أي: نساه الله ذلك، كما قال ﵇: إني لأنسى أو أنسى.
وقوله: أنساك كما نسيتني على طريق المقابلة في الكلام أي: أجازيك على نسيانك، كما قال الله ﴿نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ﴾ [التوبة: ٦٧] أو يعاقبهم عقابًا صورته صورة المنسي بتركهم، ومنعهم الرحمة والإعراض عنهم حيث نجا غيرهم وفاز.
[فصل الاختلاف والوهم]
قوله: في تفسير النقير: هي النخلة تنسح نسحًا، وتنقر نقرًا: بالحاء المهملة أي: ينحى قشرها عنها وتملس، ويحفر فيها للانتباذ، كذا ضبطناه عن كافة شيوخنا، وفي كثير من نسخ مسلم، وعند ابن ماهان: تنسج: بالجيم، وكذا ذكره الترمذي وهو خطأ وتصحيف، لا وجه له، وكذا عند ابن الحذّاء: بتقرب الباء، وتقدم في الباء.
وقوله: هذه مكان عمرتك التي نسكت، كذا لأبي ذر والجرجاني والنسفي، وعند المروزي التي سكت. قال الأصيلي: معناه التي سكت عنها، ولغيرهم التي شكت: بشين معجمة. وفي إسلام عمر: ألم تر الجن وإبلاسها. ويأسها من بعد أنساكها. أي: من متعبداتها جمع: نسك، كذا لأبي ذر والنسفي وهو الصواب، وعند غيرهما: الأصيلي وبعض شيوخ أبي ذر والقابسي وعبدوس: ويأسها من بعد إنساكها. بكسر الهمزة، وعند ابن السكن: من بعد إنكاسها وهما وهم.
وقوله: في أول الصلاة في حديث الإسراء: نسم بنيه أي: أنفسهم وأرواحهم، وينطلق على ذات كل روح، وضبطه بعضهم عن القابسي: شيم بشين معجمة جمع شمية وهي: الطباع وهو تصحيف.
وقوله: ونسواتها تنطف، كذا لهم، ولابن السكن: ونوساتها بتقديم الواو، كما ذكره البخاري، عن عبد الرزاق، وهو أشبه بالصحة وهي الذوائب والضفائر، وضبطه بعض شيوخنا، عن أبي مروان: نوّاسات: بتشديد الواو إلا أن تكون الكلمة مشتقة من النسو: وهو انحتات شعر الإبل عنها عند سمنها، فقد يمكن أن تشبه بها الذوائب، بما تعلق منها
بعضها ببعض، ويستعار لها ذلك. وفي التفسير: نسياً قال: النسي: الحقير، كذا لهم، وعند الأصيلي: السيئ: الحقير، يريد تفسير النسي، وكلاهما صحيح بمعنى. وفي حديث إماطة الأذى عن الطريق: افعل كذا، كذا أفعل، كذا أبو بكر نسيه وأمر الأذى عن الطريق، كذا لهم، وهو الصحيح، وعند العذري أبو بكر فسره وهو تصحيف. وفي حديث جابر في الحج: فقام في نساحة، كذا عند الفارسي وضبطه التميمي: بكسر النون وفتح السين، وكذا رواه أبو داود، وفسره في حديثه يعني: ثوباً ملففاً، والذي عند ابن