وقوله: في الماء لا ينجسه شيء: بالضم رباعي، وينجسه مضعفًا، وينجسه: بكسر الجيم ثلاثي، وينجسه: بضمها. قال صاحب الأفعال: نجس ونجس: بالضم والكسر نجاسة ونجسًا: بفتح الجيم في المصدر.
[(ن ج ش)]
وقوله: نهى عن النجش: بفتح النون وسكون الجيم وآخره شين معجمة ولا تَنَاجَشُوا، والناجش: آكل ربى، قيل: هو مدح السلعة، والزيادة في ثمنها، وهو لا يريد شراءها، بل ليغرّ غيره، فنهى عن ذلك، والبيع به، وأكل ثمنه، والجعل عليه. وقيل: النجش: التنفير. وقيل: المدح والإطراء، فيمدح سلعته لينفر عن غيرها، والأول في البيع أشهر. وأما في حديث: لا تَبَاغَضُوا، فالأشبه فيه أن يكون من هذا، أي: لا تَنَافَرُوا ولا يَنْفُرُ بَعْضُكُمْ النَّاسَ بِذمِّهِ لأخيه عن ودِّه، لكن في الحديث الذي فيه أيضًا: ولا يَبْغِ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْض، تكون المناجشة من نجش البيع.
[(ن ج و)]
وقوله: نهى عن الاستنجاء باليمين، والاستنجاء هو إزالة النجو، وهو العذرة، وأكثر ما يستعمل في إزالتها بالماء، وقد يستعمل في إزالتها بالأحجار، وأصله من النجو، وهو القشر والإزالة. وقيل: من النجوة. والنجوة: هو ما ارتفع من الأرض لاستتارهم لذلك بها، وقيل: لارتفاعهم وتجافيهم عن الأرض عند ذلك.
وقوله: ﴿أَنَا النَّذِيرُ﴾ [الحجر: ٨٩]. فالنجاء: مقصور مفتوح النون، كذا جاء في الحديث، يعني: التخلص. وكذلك النجاة: بالتاء. ويقال: بالمد أيضًا. حكاهما أبو زيد، وابن ولّاد، والمد أشهر إذا أفردوه، فإذا كرروه
فقالوا: النجا النجا فالوجهان معروفان: المد والقصر. قال ابن ولَّاد: وقد يقصر، وفي الأفعال: نجا من المكروه، نجاء: خلص وكل شيء أسرع. قال أبو علي: النجاء السلامة ممدود لأنه مصدره وهو عندي بمعنى: سبقت وفزت.
وقوله: فأنجوا عليها بنقيها أي: أسرعوا عليها ما دامت قوية على السير، سمينة قبل أن تهزل وتنجعف، فتنقطع بكم، والنقي الشحم، وأصله مخ العظام.
وقوله: ورسول الله ﷺ نجيّ مع رجل، ولعله معهم، نجي: بكسر الجيم مشدد الياء أي: مسارره. يقال ذلك للواحد والاثنين والجمع، ومثل هذا جاء في رواية الأصيلي في تفسير قوله تعالى ﴿خَلَصُوا نَجِيًّا﴾ [يوسف: ٨٠] قال: والجميع: نجي وأنجية، وهي أبين من رواية غيره. وفي رواية غيره: وجمع النجي أنجية. وأما الهروي فقال عن الأزهري: النجي جمع أنجية، وكذلك نجوى. وقيل: نجى جمع ناج مثل: غاز وغزى. وقيل: نجوى. ومنه: ولا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ وَاحِد، وحديث النجوى في الآخرة معناه: تقرير الله العبد على ذنوبه في ستر عن الناس.
[فصل الاختلاف والوهم]
قوله: في حديث الجن: وهو بنجل، كذا للطبري: بالجيم، ولغيره: بنخل: بالخاء، وصوابه رواية البخاري: بنخلة موضع سنذكره. وقوله: وكان بطحان يجري نجلًا، كذا لأكثر الرواة، وهو الصواب: بسكون الجيم وفتح النون، وضبطه الأصيلي: بفتح الجيم وهو وهم، ومعناه: ينز نزًا: يظهر ويجري وينبسط. قال يعقوب: النجل النز حين يظهر وينبع من الماء، وقال الحربي: نجلًا أي: واسعًا. وقيل: النجل: الغدير الذي لا يزال فيه الماء، وفسره البخاري يعني: ماء آجنًا وهو خطأ من التفسير. وقد ذكرناه في الهمزة. وإنما الآجن: المتغير. وفي باب: ما كان النبي ﵇ يأكل حتى يسمى له ضبًّا محنوذًا قدمت به عليها أختها من نجد، كذا لجميعهم. قال الأصيلي: شك أبو زيد في نجد أو بجد، وفي العرضة المكية: نجد، وكذا لسائر رواة أبي زيد.
[النون مع الحاء]
[(ن ح ب)]
قول البخاري في تفسير قوله: ﴿مَنْ قَضَى نَحْبَهُ﴾ [الأحزاب: ٢٣]: عهده. وقال غيره: موته، والنحب: الموت، وقيل: قدره معناه: إلزامه نفسه الموت في الحرب