عند رسول الله ﷺ، وأعتم النبي ﵇ بالعتمة، ولا يقدم الناس حتى يعتموا، ويعتمون بالإبل. عتمة الليل: ظلمته، وحتى يعتموا يأتون حينئذ ويعتمون الإبل أي: يحلبونها حينئذ، وكذا جاء في حديث: وإنما يعتم بحلاب الإبل، وإنما كانوا يفعلون ذلك انتظارًا للطارق والضيف، فيصيب من ألبانها، يقال: عتم الليل يعتم: إذا أظلم، وأعتم الناس: إذا دخلوا في ظلمة الليل. وقيل: بل سميت الصلاة عتمة لتأخير وقتها، يقال: عتم الرجل قرأه إذا أخّره، وعتمت الحاجة وأعتمت: تأخرت. وقال بعضهم: عتمة الليل: ثلثه وأعتم الرجل: إذا جاء حينئذ. وقيل: معناه يبطئون بها. قال أبو عبيد: العائم:
البطيء، ومنه قيل: العتمة وما عتم في فعل، كذا أي: ما لبث. وقال الزبيدي: كانوا يسمون تلك الحلبة العتمة، باسم عتمة الليل. قال: فإنما يقع الاسم على حلاب الإبل، لا على الصلاة، وقال ابن دريد: عتمة الإبل رجوعها عن المرعى.
[(ع ت ق)]
قوله: صفحة العاتق وعلى عاتقه: بكسر التاء، هو من المنكب إلى أصل العنق، هذا قول أبي عبيدة. وقال الأصمعي: هو موضع الرداء من الجانبين.
قوله: يخرجن العواتق، العواتق من النساء: الجواري اللاتي أدركن. وفي البارع: العاتق من النساء التي لم تبن عن أهلها. وقال أبو زيد: هي التي بين التي أدركت والتي عنست، والعائق: التي لم تتزوج. قال ثعلب: سميت بذلك لأنها عتقت من خدمة أبويها، ولم تملك بعد بنكاح. وقال الأصمعي: هي فوق المعصر. وقال ثابت: هي البكر التي لم تبن إلى زوج. وقال الخليل: جارية عاتق أي: شابة. وقال الخطابي: العاتق الجارية حين تدرك. وقيل: اللواتي أشرفن على البلوغ.
قوله: هن من العتاق الأول أي: من أول ما أنزل من القرآن. وقيل: من قديم ما تعلمت وقرأت من القرآن، والأول أشبه لقوله بعد: وهن من تلادي أي: مما تعلمت. فقد جاء بهذا المعنى ولا وجه لتكراره. والعتيق: القديم، وقد يكون هنا بمعنى الشريفات الفاضلات، والعرب تقول لكل متناه في الجودة: عتيق، وسميت الكعبة: البيت العتيق بذلك. وقيل: لأنه أعتق من الجبابرة أي: من تجبرهم فيه، فلا يدخله أحد ولا يصل إليه إلا ذل عنده، وذهبت نخوته، وطاف به. وقيل: لأنه أعتق منهم فلا يدعي جبار ملكه وإضافته إليه. وقيل: لأنه أعتق من الغرق بعهد نوح ﵇، وقد يحتمل أنه بمعنى: القديم. ولذلك قيل لمكة: أم القرى، والقرية القديمة. وقال الله تعالى فيه ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: ٩٦] الآية. وسمي أبو بكر عتيقًا. قيل: اسمه. وقيل: الجمال وجهه. والعتيق: الحسن. وقيل: لأنه عتيق الله من النار. وقيل: عتيق قديم في الخير، وقيل: لأن أمه كان لا يعيش لها ولد، فلما ولدته قالت: اللهم هذا عتيقك من الموت، فهبه لي. وقيل: لشرفه، وإنه لم يكن في نسبه عيب.
وقوله: حملت على فرس عتيق في سبيل الله أي: متناه في الجودة، كما تقدم تفسيره.
وقوله: وإلا فقد عتق منه ما عتق: بفتح العين والتاء في البارع. يقال: عتق المملوك يعتق عتقًا وعتاقة: بالفتح فيهما. قال الخليل: وعتاقًا: بالفتح أيضًا. قال غيره: والاسم العتق: بالكسر والعتاق: بالفتح، ولا يقال:
أعتق ولا عتق. وقد أعتقه مولاه وأعتق فهو معتق وعتيق.
[فصل الاختلاف والوهم]
قوله: الذهب العتق: بضم العين والتاء مخففة أي: القديمة جمع عتيق، وفي رواية بعض الشيوخ في الموطأ: بفتح التاء مشددة والأول أصوب.
وقوله: في أعلام الحرير: فيما عتمنا أنه يعني الأعلام، كذا عند القاضي الشهيد: بتاء مشددة وميم ساكنة، وكذا عند أبي بحر، إلا أن عنده فما، وعند الطبري فما علمنا أنه يعني الأعلام،