فوح وهما بمعنى ومنه: فوح الطيب، وهو سطوع ريحه وانتشاره.
وقوله: بيتها فياح: بفتح الفاء بمعنى فساح المتقدم، وبمعنى ما ذكرناه هنا.
[(ف ي ظ)]
قوله: حتى تفيظ نفسه أي: تخرج، وأصله ما يخرج من فيه من رغوة عند الموت، واختلف في هذا أهل اللغة والعرب، فمن أهل اللغة من يقوله بالظاء، ومنهم من يأباه إلا بالضاد، ومنهم من يقول: متى ذكرت النفس فبالضاد كفيض غيرها، ومتى قيل: فاظ فلان ولم تذكر النفس فبالظاء، وهذا قول أبي عمرو بن العلاء. قال الفراء: طيِّئ تقول: فاظت نفسه، وقيس تقول: فاضت نفسه.
وقوله: ويفيض المال، واستفاضة المال أي: كثرته كفيض الماء وغيره.
[(ف ي ل)]
قوله: وكأن ورقها آذان الفيلة. وعند المروزي: الفيول جمع فيل، يقال: فيل وفيلة وفيول.
[(ف ي م)]
قوله: فيم يشبه الولد، كذا في باب التبسم: بياء باثنتين تحتها أي: في أي شيء يشبه لوالديه؟ وعند الأصيلي: فبم يشبه: بالباء بواحدة وهما متقاربا المعنى، لكن هذا الكلام أوجه.
[(ف ي ض)]
قوله: وبيده الفيض، يحتمل أن المراد به الإحسان والعطاء الواسع، وقد يكون الموت وقبض الأرواح، حكاه بعض أهل اللغة بالضاد.
وقوله: حتى فضت عرقًا أي: تصببت عرقًا، وكثر عرقي، كما يفيض الإناء من كثرة ملئه، ومنه قوله: ويكثر فيكم المال ويفيض أي: يكثر جدًا مثل فيض الماء، والرواية هنا فضت عرقًا: بالضاد المعجمة، كما ذكرناه.
قال أبو مروان بن سراج: ويقال أيضًا: فصت عرقًا: بالمهملة بمعنى.
وقوله: يفيضون في قول أهل الإفك أي: يأخذون فيه ويندفعون في التحدث به، ومنه حديث مفاض ومستفاض، ومنه قوله: أفضت وأفاض أي: من منى إلى مكة، ويقال أيضًا: من عرفة إلى المزدلفة، أفاض الحاج كله بمعنى اندفعوا وأسرعوا، وطواف الإفاضة هو طواف الحاج بعد إفاضتهم من منى إلى مكة يوم النحر أي: إسراعهم وشدة دفعهم، وفي حديث ابن بشار في باب ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ﴾ [البقرة: ١٩٧] قول عائشة: فأفضت بالبيت، كذا الرواية وهو صحيح ومعناه: طفت طواف الإفاضة.
[فصل الاختلاف والوهم]
قوله: وحبس عن مكة الفيل، كذا لابن السكن في باب لقطة مكة بالفاء، ولغيره: القتل: بالقاف والتاء باثنتين فوقها وبالقاف ذكره في الحدود، وفي كتاب العلم: الفيل معًا. قال البخاري: كذا قال أبو نعيم: على الشك أي: في ضبط الحرف بالوجهين الفاء والياء والقاف والتاء، وكذا وقع عند الرواة، كما كتبناه، ثم قال: الفيل والقتل فبين ما أجمل، ومثله لأبي ذر ثم قال: وغيره يقول: الفيل يريد بالفاء من
غير شك، وبالفاء رواه مسلم بغير خلاف عند كافة شيوخنا إلا أنه كان في كتاب التميمي فيه الوجهان معًا في حديث إسحاق. قال القاضي ﵀: وهذا هو الوجه إن شاء الله، وخبر حبس الفيل عنها مشهور. وقد قال ﵇ في ناقته: حبسها حابس الفيل.
قوله: ثم أصبحنا نستفيء فيئها بالفاء عند جميعهم أي: نستسيغه ونأخذ ما أفاء علينا من مال الكفار، وعند القابسي: هنا نستقيء بالقاف وهو وهم.
قوله: بيده القبض والبسط، كذا للجماعة بالقاف وباء موحدة ضد البسط وسنذكره في القاف، وعند الفارسي: الفيض بالفاء والياء باثنتين تحتها، والصواب المعروف الأول، وقد ذكره البخاري مرة على الشك القبض أو الفيض، ومن أسمائه تعالى (القَابِضُ البَاسِطُ) وقد ذكرناه في حرف الباء. وفي إسلام أبي ذر: ما شفيتني فيما أردت، كذا الرواية. قيل: صوابه مما أردت، وفي باب البيع والشراء على المنبر في المسجد، كذا لكافة الرواة، وعند أبي ذر: والمسجد والأول أصوب ولعله وفي المسجد وهذا أوجه من الوجهين الأولين ويجمعهما. وفي حديث سودة: فاستأذت رسول الله ﷺ أن تفيض من جمع بليل،
وعند العذري: أن تقدم. قوله قال لي سالم بن عبد الله في الاستبرق: ما غلظ من الديباج،