للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإحسانه لهم، وقد يكون ذلك لرحمة الله العالمين بشفاعته الثانية من النار أو البقاء فيها. وفي بعض روايات مسلم: نبي الملحمة المبعوث بالقتال والجهاد، كما قال: بعِثْتُ بالذَّبْح وأُمِرْت أن أُقَاتِلَ الناسَ حتى يَقُولوا لَا إِلهَ إِلَّا الله، وكما جاء في حديث حذيفة: نبي الملاحم، ونبي الرحمة، ذكره ابن أبي خيثمة.

قوله: جعل الله الرحم مائة جزء، كذا رويناه: بضم الراء، معناه: العطف والرحمة، كما قال في الحديث الآخر: خَلَقَ الله مائةَ رَحْمَةٍ يُقَالُ رحمة ورحمة: بالفتح والضم ورحم بالضم، والرحيم من أسماء الله، والرحمن من ذلك، فالرحمن مما اختص به تعالى لا يسمى به غيره كالله، وأما الرحيم فقد يوصف به المخلوقون. قال الله تعالى لنبيه: ﴿بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ وهي من الله عطف وإحسان ومن المخلوقين رقة وارتماض يقضي بالعطف والإحسان.

قوله: الرحم متعلقة بالعرش، ويقال رحم ورحم ورحم، وأعلم أن ما جاء من ذكر الرحم في مثل هذا كقوله: قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائِذِ بِكَ أنه على وجه ضرب المثال والاستعارة ومجاز كلام العرب، وأن الرحم هنا ليست بجسم وإنما هي وإنما هي معنى من المعاني، وهو النسب والاتصال الذي يجمعه رحم والدة فسمي باسمه، والمعاني لا يصح منها القيام ولا الكلام لكنه تقريب لفهم عظيم حقها، ووجوب صلة المتّصفين بها وعظم إثم قاطعها، ولذلك سمي قطعًا كأنه قطع تلك الصلة والسبب الذي منها. وقيل: يحتمل أن الله يجعل ملكًا يتكلم عنها.

[(ر ح ض)]

قوله: يمسح عنها الرحضاء: بضم الراء وفتح الحاء وضاد معجمة ممدود، هو عرق الحمى.

قوله: فوجدنا مراحض قد بنيت هي بيوت الغائط، وأصله من الرحض وهو الغسل.

[الراء مع الخاء]

[(ر خ ي)]

قوله: إن منزلي متراخ أي: بعيد. ومنه رواية من روى: استرخيا مني أي: تباعدا، وقد مر في حرف الهمزة والخاء، ومنه في حديث أسماء في الحج: استرخي عني أي: تأخري وتباعدي في التي ولدت غلامًا أسود قال: ولم يرخص له في الانتفاء منه، كذا رويناه وهو

الصواب، وعند بعض الرواة ولم يرضَ.

[الراء مع الدال]

[(ر د ا)]

قوله: ردء الإسلام أي: عونهم، بكسر الراء. قال الله ﴿رِدْءًا يُصَدِّقُنِي﴾ [القصص: ٣٤].

[(ر د ب)]

قوله: منعت مصر إردبّها: بكسر الهمزة وفتح الدال وتشديد الباء بواحدة مفتوحة، هو مكيال معروف لأهل مصر مقدار أربعة وعشرين صاعًا.

[(ر د ح)]

وقوله: عكومها رداح: بفتح الراء والدال أي: ثقيلة ممتلئة. قيل: يريد الأعدال والعياب المشتملة على المتاع والأطعمة واحدها عكم، يصفها بكثرة المال والخير، وقد يريد بذلك كفلها شبهها بالعكوم لامتلائها وكبرها وسمنها. وجاء برداح بلفظ الواحد على خبر مبتدأ محذوف كأنه قال: كل عكم منها رداح لأن العكوم جمع ولا يوصف بالمفرد، ولا يخبر به عنه أو يكون رداح مصدرًا كالذهاب والطلاق، فيكون خبرًا للعكوم أو يكون على طريق النسبة كقولك ﴿السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ﴾ [المزمل: ١٨] أي: ذات انفطار، أو يكون ردته على العكوم وأرادت بذلك الكفل حملًا على المعنى، كما قال: ثلاث شخوص لما كنا نساء، والشخص مذكر.

[(ر د د)]

وقوله: في حديث أنس: وردتني ببعضه اختلف في تأويله. فقيل معناه: صرفت جوعي وأعطتني من بعض الطعام ما رده، والهاء هنا عائدة على الطعام، وقيل: بل الهاء عائدة على الخمار الذي لفت فيه الطعام، ثم غطت أنسًا ببعضه وجعلته له كالرداء، وهذا أكثر التأويل وأشبهه، وقد رواه أيضًا البخاري لاثتني ببعضه، وهذا يصحح هذا التأويل، وذكر مسلم في الفضائل: أزرتني بنصف

<<  <  ج: ص:  >  >>