للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عفاصها ووكاءها، هكذا لابن الحذّاء، وهو المعروف، وعند غيره: وإِلَّا عرف عفاصها وليس بشيء، وقيدناه عن أبي بحر وإلا عرف عفاصها فعل ماض، وهو راجع إلى معنى أعرف. وفي الأطعمة: في حديث المرأة فصارت عرقة، كذا رواه القابسي والنسفي وعبدوس: بالعين المفتوحة المهملة والقاف، وعند أبي ذر مثله، لكن مضموم العين وكلهم سكَّنوا الراء، وعند الأصيلي وغيره: عرفة، وضبطه بعضهم غرفة بالمعجمة والفاء، وهي المرقة التي تغرف. قال بعضهم: والأول الصواب. قال ابن دريد الغرفة والغرافة ما اغترفته بيدك. قال القاضي : ويظهر لي أن رواية الآخر بالعين المهملة والقاف أشبه لأنه أضاف ذلك لأصول الساق، فكأنه شبهها في ذلك الطبيخ ببضع اللحم، أو بالعرق وهو العظم، الذي يتعرق ما عليه من اللحم وهو العراق أيضًا، وهو أيضًا القطعة من اللحم، وقد فسرناه قبل والله أعلم.

وقوله: في باب الهجرة بما تعارفت به الأنصار، كذا لبعض رواة البخاري بالراء، وعند الأصيلي والقابسي وأكثرهم تعازفت: بالزاي، وعند النسفي: تقاذفت: بالقاف والذال أي: رمى بعضهم بعضًا وعيَّر بعضهم بعضًا، والقذف: الرمي والسب، وعند أبي الوليد: تقارفت: بالقاف والراء وهو بمعنى تقاولت،

جاء في غير هذا الموضع أي: تعاطوا القول، وفخر بعضهم على بعض، وسنزيده في حرف القاف بيانًا، وكذا رواية تعارفت بالراء معناه أي: تفاخرت. وقيل في قوله تعالى ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ [الحجرات: ١٣] أي: تفاخروا، وأما رواية الزاي فوهم وبعيدة المعنى، لأنها بمعنى اللهو واللعب والغناء، ولم تفعل ذلك الأنصار في أشعارها إلا أن يريد نساء الأنصار، تغنت بما قالته رجالها في يوم بعاث، فتخرج على بعد على هذا التأويل بالحذف والإضمار.

وقوله: في حديث: لا عَدْوَى قال: فأبى أبو هريرة أن يعرف ذلك، كذا في نسخ مسلم. قال بعضهم: لعله أن يقر بذلك.

وقوله: في تفسير ﴿خَلَصُوا نَجِيًّا﴾ [يوسف: ٨٠]، اعترفوا، كذا لأبي الهيثم والمستملي وأكثرهم، وعند القابسي والأصيلي اعتزلوا وهو الصواب.

وقوله: في كتاب أبي موسى في كتاب الإيمان: ففرقنا أنك نسيت يمينك، كذا للقابسي ولأبي ذر والأصيلي: فعرفنا: بالعين والفاء والأول أبين أي: خفنا ذلك، وللثاني وجه.

قوله: في حديث أبي طلحة، في كتاب العقيقة: أعرستم الليلة: بفتح العين وتشديد الراء، كذا ضبطه الأصيلي وهو خطأ، وصوابه: أعرستم: بالتخفيف كما ذكرناه قبل. وكما جاء في غير هذا الموضع.

قوله: في المتعة بالحج فعلناها، وهذا يومئذ كافر بالعرش: بضم العين والراء، كذا رواية الأشياخ، وعند بعضهم: بالعرش: بفتح العين وسكون الراء. قال بعضهم: وهو خطأ وتصحيف. والمراد بالحديث: أن المشار إليه وهو معاوية، لم يكن أسلم بعد والإشارة إلى عمرة القضاء، لأنها كانت في ذي القعدة من أشهر الحج. وقيل: معني كافر: مقيم، والكفور: بالضم: القرى، والعرش البيوت هنا جمع عريش، وهو كل ما يستظل به، والسقف تسمى عرشًا، وبيوت مكة تسمى عرشًا. قال القاضي : ولا تبعد هذه الرواية على هذا التأويل، فمن أسماء مكة: العرش: بفتح العين وسكون الراء، وقول البخاري في كتاب الحج، في باب ركوب البدن: المعتر الذي يعتر بالبدن من غني أو فقير، هذا كلام لا ينفهم، وفيه تغيير لا شك لأنه إنما حكى تفسير مجاهد في المعتر وهو قوله: المعتر الذي يعتر من غني أو فقير وهو المتعرض على هذا القول، والطالب على القول الآخر، أو الزائر. فقوله بالبدن هنا أدخل الإشكال، وهو زائد على كلام مجاهد فإدخاله لا معنى له، والصواب طرحه إلا أن يريد

<<  <  ج: ص:  >  >>