عمر لأن ذكر أبي بكر جاء بعد هذا وبعده، وأن فيهم لنفاقًا فردهم الله بذلك، كذا جاءت هذه الجملة في جميع النسخ التي وقفنا عليها من البخاري، وذكرها أبو عبد الله بن نصر في اختصاره الصحيح، بغير هذا اللفظ، وإن فيهم لتقي فأفردهم الله بذلك، فلا أدري أهو إصلاح منه أو من غيره، أو رواية أو إحالة من الرواة له، وكأنه أنكر النفاق عليهم حينئذ، ولا ينكر كونه في زمنه ﵊، وبعد موته ذلك. وقد ظهر في أهل الردة وغيرهم، ولا سيما عند الحادث العظيم، من موته ﷺ، الذي أذهل عقول جُلَّ الصحابة، فكيف ضعفاء الإيمان والقلوب من سواد الناس والأعراب، والصواب عندي: ما في النسخ واتفقت عليه روايات شيوخنا. وفي مناقب سعد ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه، كذا في جميع النسخ. قال بعضهم: وهو وهم والصواب: إسقاط إلا.
قال القاضي ﵀: وكأنه حمل الكلام على ظاهر عمومه، وهو تأويل بعيد، والصواب عندي ما جاءت به الرواية بإثباتها، ومقصده ما أسلم أحد قبل إسلامي إلا من أسلم معي يوم إسلامي، وبدليل قوله: ولكن مكثت سبعة وإني لثلث الإسلام، وفي حديث حذيفة: فرجعت
أولاهم واجتلدت أخراهم، كذا لهم، وعند القابسي: فرجعت أولاهم على أخراهم. قالوا: وصواب الكلام: فرجعت أولاهم مع أخراهم، وفي حديث قتل حمزة: أنه قتل طعيمة بن عدي بن الخيار ببدر هذا وهم، إنما هو طعيمة بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، وإنما طعيمة بن عدي بن الخيار ابن أخيه.
وفي غزوة ذات الرقاع قول البخاري: وهي غزوة محارب خصفة من بني ثعلبة من غطفان نخلًا، كذا للمروزي والنسفي وأبي ذر وعند القابسي وعبدوس محارب خصفة بني ثعلبة، وفيها خليط، وصوابه: ما لبعض الرواة هي غزوة: محارب خصفة، وبني ثعلبة ولبعضهم عن أبي ذر، ومن بني ثعلبة وما قبله أبْيَنْ. وكذا ذكر ابن إسحاق وغزوة بني محارب، وبني ثعلبة، وذلك أن محاربًا هو ابن خصفة، وبنو ثعلبة بن سعد، وكلاهما من قيس يصححه قوله: بعد هذا يوم محارب، وثعلبة، وفي غزوة الطائف: فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس، أو كأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس، كذا هو مكرر في النسخ، وعند الأصيلي: إن لم، وكتب على النون دالًا، فعلى هذا يكون التكرار لفائدة اختلاف هذه الروايات. قال القابسي: لا يكون مكررًا إلا للاختلاف في قوله: إن لم، وإذ لم، وعند أبي ذر في الأول: فكأنهم وجدوا في الأخرى: وجدوا، فجاء التكرار للخلاف والشك في هذا الحرف، وجاء وجد هنا: بضم الواو وسكون الجيم مخففة من الضم جمع: واجد مثل صابر وصبر.
وفي باب: بعث علي فقسمها بين أربعة نفر، ذكرهم. وقال في الرابع: أما علقمة وأما عامر بن الطفيل، كذا لهم في البخاري ومسلم معًا، وذكر عامر هنا والشك فيه وهم، لأنه لم يسلم ولا عُدَّ في المؤلفة قلوبهم، ولا أدرك هذا الزمان، بل مات قبل، والصحيح علقمة وهو ابن علامة، وفي غزوة أبي عبيدة، فعمد إلى أطول رجل معه وأخذ رجلًا وبعيرًا. فمر تحته، كذا للقابسي: بالجيم فيهما، وعند غيره: أطول رحل بالحاء في الأول، وعند الأصيلي: مهمل الضبط، والأشبه أنه عنده بالحاء، وعنده واحد الرجل بعيرًا، فمر تحته وفي هذا اختلال، وتقويمه: رجل بالجيم في الأول كما للقابسي، والثاني: بالحاء كما للأصيلي أو كما لغيرهم فأخذ رحلًا وبعيرًا فمر تحته، وكذا هو مبين في غير هذا الحديث