للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الثاني بعد العشرين: قوله: ("حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ") يجوز في الجهد ضم الجيم وفتحها ونصب الدال ورفعها، ومعناه: الغاية والمشقة، فعلى الرفع معناه: بلغ الجهد مبلغه، فحذف مبلغه، وعلى النصب معناه: بلغ الملك مني الجهد، قَالَ في "المحكم" (١): الجَهْدُ والجُهْدُ: الطاقة وقيل: الجَهد: المشقة، والجُهد: الطاقة، وفي "الموعب": الجهد: ما جهد الإنسان من مرض أو من مشاق، والجهد (أيضًا بلوغك) (٢) غاية الأمر الذي لا يألو عن الجهد فيه (وجهدته: بلغت مشقته وأجهدته) (٣) عَلَى أن يفعل كذا. وقال ابن دريد (٤): (جهدته) (٥) (حملته) (٦) عَلَى أن يبلغ مجهوده. وقال


(١) مصنفه هو إمام اللغة، أبو الحسن علي بن إسماعيل المُرسي الضرير، أحد من يضرب بذكائه المثل، قال الحميدي: هو إمام في اللغة والعربية، حافظ لهما، على أنه كان ضريرًا وقد جمع في ذلك جموعًا، وله مع ذلك حظ في الشعر وتصرف، وهو حجة في نقل اللغة، وله كتاب "العالم في اللغة"، و"المحكم" و"شواذ اللغة".
انظر ترجمته في: "وفيات الأعيان" ٣/ ٣٣٠، "سير أعلام النبلاء" ١٨/ ١٤٤ (٧٨)، "شذرات الذهب" ٣/ ٣٠٥.
(٢) في (ج): بلوغك أيضًا.
(٣) في (ج): جهدت بلغت مشقًة فأجهده.
(٤) هو العلامة شيخ الأدب، أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية، الأزدي البصري، صاحب التصانيف، تنقل يطلب الأداب ولسان العرب، ففاف أهل زمانه، وكان آية من الآيات في قوة الحفظ، توفي في شعبان سنة إحدج وعشرين وثلاثمائة، وله ثمان وتسعون سنة.
انظر ترجمته في: "تاريخ بغداد" ٢/ ١٩٥، "وفيات الأعيان" ٤/ ٣٢٣، "سير أعلام النبلاء" ١٥/ ٩٦ (٥٦)، "الوافي بالوفيات" ٢/ ٣٣٩.
(٥) في (ج): جهدت.
(٦) في (ج): حملت.