للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال أيضًا: "وكل سبب لم يأذن به الله باطل مضر لمتخذه فلا يتعاطى، وإذا حقق المؤمن أن الله سبحانه رب كل شيء وخالقه ومليكه فإنه لا ينكر ما خلقه الله تعالى من الأسباب، كما جعل المطر سببا للنبات" (١).

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "ومن جعل اعتماده على الله ملغيًا للأسباب فقد طعن في حكمة الله؛ لأن الله جعل لكل شيء سببًا، فمن اعتمد على الله اعتمادًا مجردًا كان قادحًا في حكمة الله؛ لأن الله حكيم يربط الأسباب بمسبباتها كمن يعتمد على الله في حصول الولد وهو لا يتزوج" (٢).

[٣ - الأسباب على قسمين: مشروعة وغير مشروعة]

* القسم الأول: أسباب مشروعة:

ويتحقق ذلك إذا ثبت أن هذا السبب سبب حقيقي شرعي أو قدري.

قال ابن عثيمين - رحمه الله -: "وطريق العلم بأن الشيء سبب:

إما عن طريق الشرع، وذلك كالعسل {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} وكقراءة القرآن فيها شفاء للناس، قال الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: ٨٢].

وإما عن طريق القدر كما إذا جربنا هذا الشيء فوجدناه نافعًا في هذا الألم أو المرض، ولكن لابد أن يكون أثره ظاهرًا مباشرًا كما لو اكتوى بالنار فبريء بذلك مثلا؛ فهذا سبب ظاهر بين وإنما قلنا هذا لئلا يقول قائل: أنا جربت هذا وانتفعت به وهو لم يكن مباشرًا ... " (٣).

وقال الشيخ صالح آل الشيخ: "إن إثبات الأسباب المؤثرة وكون الشيء سببًا: لا يجوز إلا من جهة الشرع فلا يجوز إثبات سبب إلا أن يكون سببا شرعيا، أو أن


(١) التوضيح عن توحيد الخلاق ص ١٦٩، ١٧٠.
(٢) مجموع فتاوى ابن عثيمين ١٠/ ٦٦٦. وانظر القول المفيد ط ١ - ١٠/ ١٨٧، ١٨٨.
(٣) مجموع فتاوى ابن عثيمين ٩/ ١٥٥. وانظر القول المفيد ط ١ - ١/ ١٦٠ - ١٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>