للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله سبحانه: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: ٤٩]، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "وتؤمن بالقدر خيره وشره"، ومن هذا قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار". وروي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن صدقة السر تطفئ غضب الله وتدفع ميتة السوء" ... " (١).

وسئل الشيخ ابن عثيمين رَحِمَهُ اللهُ: هل للدعاء تأثير في تغيير ما كتب للإنسان قبل خلقه؟

فأجاب بقوله: "لا شك أن للدعاء تأثيرًا في تغيير ما كتب، لكن هذا التغيير قد كتب أيضًا بسبب الدعاء، فلا تظن أنك إذا دعوت الله فإنك تدعو بشيء غير مكتوب، بل الدعاء مكتوب وما يحصل به مكتوب، ولهذا نجد القارئ يقرأ على المريض فيشفى، وقصة السرية التي بعثها النبي - صلى الله عليه وسلم - فنزلوا ضيوفًا على قوم ولكنهم لم يضيفوهم، وقدر أن لدغت حية سيدهم فطلبوا من يقرأ عليه، فاشترط الصحابة أجرة على ذلك، فأعطوهم قطيعًا من الغنم، فذهب أحدهم فقرأ عليه الفاتحة، فقام اللديغ كأنما نشط من عقال، أي كأنه بعير فك عقاله، فقد أثرت القراءة في شفاء المريض.

فللدعاء تأثير لكنه ليس تغييرًا للقدر، بل هو مكتوب بسببه المكتوب، وكل شيء عند الله بقدر، وكذلك جميع الأسباب لها تأثير في مسبباتها بإذن الله، فالأسباب مكتوبة والمسببات مكتوبة" (٢).

[٩ - حكم سب القدر]

لا يجوز سب القدر أو الاستهزاء به بل ذلك كفر بالله عَز وجل وقد سئل الشيخ ابن باز عن كلام ورد في صحيفة محلية وفيه: "منصور البالغ من العمر ١٣ ربيعًا مزدهرًا برحيق الصبا، كان على موعد مع الحزن والأسى ولعبة القدر العمياء. ثم:


(١) مجموع فتاوى ابن باز ٢/ ٤٩٠ - ٤٩١.
(٢) مجموع فتاوى ابن عثيمين ٢/ ٩٣، ٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>