للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أحكام وفوائد]

[١ - وجوب معرفة الرسول - صلى الله عليه وسلم -]

معرفة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومتابعته هو الذي يُسأل عنه العبد في قبره وهو الأصل الثالث الذي بنى عليه المجدد الأصول الثلاثة: فالأول: معرفة الله، والثاني: معرفة دين الإسلام بالأدلة، والثالث: معرفة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -.

قال الشيخ ابن قاسم: "وهو أصل عظيم يجب معرفته، فإنه - صلى الله عليه وسلم - هو الواسطة بيننا وبين الله تعالى، ولا وصول لنا، ولا اطلاع لنا، ولا طريق لنا، ولا نعرف ما ينجينا من غضب الله وعقابه، ويقربنا من رضى الله وثوابه إلا بما جاء به نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ... فإنا لا نعرف الأصل الأول، الذي هو معرفة الرب جل جلاله، ولا الأصل الثاني، الذي هو دين الإسلام، إلا بالواسطة بيننا وبين الله، فتحتمت معرفته - صلى الله عليه وسلم - وصارت أصلا ثالثًا، إذ لا يمكن معرفة المرسل إلا بمعرفة رسوله، فصار من الضروريات معرفة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وبذلك ظهر أن معرفته - صلى الله عليه وسلم - أحد الأصول الثلاثة" (١).

قال شارح العقيدة الطحاوية: "فالواجب كمال التسليم للرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - والانقياد لأمره، وتلقي خبره بالقبول والتصديق دون أن نعارضه بخيال باطل نسميه معقولًا، أو نحمله شبهة أو شكًا أو نقدم عليه آراء الرجال، وزبالة أذهانهم، فنوحده بالتحكيم والتسليم، والانفياد والإذعان كما نوحد المرسل بالعبادة والخضوع والذل والإنابة والتوكل.

فهما توحيدان، لا نجاة للعبد من عذاب الله إلا بهما:

توحيد المرسِل، وتوحيد متابعة الرسول، فلا نحاكم إلى ما غيره، ولا نرضى بحكم غيره ... " (٢).


(١) حاشية الأصول الثلاثة لابن قاسم ص ٧٥.
(٢) شرح العقيدة الطحاوية ص ٣١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>