للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بين خلقه في الدنيا بوحيه الذي أنزل على أنبيائه ورسوله" (١).

فلا ينبغي أن يستعمل لفظًا هو يليق بشأن الله تعالى في حق مَنْ هو مخلوق له ومحكوم عليه منه. ذكره الشيخ محمد صديق القنوجي ثم قال موضحًا ذلك: "أي كقولهم: مالك يوم الدين، وأقضى القضاة، وأرحم الراحمين، وأكرم الأكرمين، وأبي القضاء والقدر، وأبي الحكم والأمر، وما في معنى ذلك، كالرزاق، والرب، والمعبود، والغنى المطلق" (٢).

[الثانية في حكم التسمي بأسماء الله]

قال الشيخ ابن عثيمين: "التسمي بأسماء الله مثل: كريم، وعزيز ونحوها على وجهين:

* الوجه الأول: على قسمين:

القسم الأول: أن يحلّى بـ (أل) ففي هذه الحال لا يسمى به غير الله كما لو سمَّيت أحدًا بالعزيز، والسيد، والحكيم، وما أشبه ذلك فإن هذا لا يسمى به غير الله؛ لأن (أل) هذه تدل على لمح الأصل وهو المعنى الذي تضمنه هذا الاسم.

القسم الثاني: إذا قصدتم بالاسم معنى الصفة وليس محلى بـ (أل) فإنه لا يسمى به ولهذا غيَّر النبي كنية أبي الحكم التي تكنى بها؛ لأن أصحابه يتحاكمون إليه فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله هو الحَكَم وإليه الحُكْم" ثم كناه بأكبر أولاده شريح، فدل ذلك على أنه إذا تسمى أحد باسم من أسماء الله ملاحظًا بذلك معنى الصفة التي تضمنها هذا الاسم فإنه يُمنع لأن هذه التسمية تكون مطابقة تماما لأسماء الله، فإن أسماء اللهَ أعلام وأوصاف لدلالتها على المعنى الذي تضمنه الاسم.

* الوجه الثاني: أن يتسمى بالاسم غير محلى بـ (أل) وليس المقصود به معنى


(١) فتح المجيد ٥٠٩. ٥١٠.
(٢) الدين الخالص لصديق حسن ٢/ ١٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>