للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ينقسمون إلى المؤمن والكافر، والبر والفاجر كانقسام العرب" (١).

والنهي عن التشبه بهم مبني على قول النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما نهى أن يجعل الرجل في أسفل ثيابه حريرًا، قال: "مثل الأعاجم أو يجعل على منكبيه حريرًا مثل الأعاجم" (٢) ونهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أيضًا أن يقوم الناس للرجل تعظيمًا له. بل إنه نهى أن يقوم المأموم والإمام قاعد لعلة، خشية من أن يفهم أن ذلك على سبيل التعظيم، فقال: "لا تفعلوا كما يفعل أهل فارس بعظمائها" (٣) وعند مسلم: "إن كدتم آنفًا لتفعلون فعل فارس والروم يقومون على ملوكهم وهم قعود فلا تفعلوا" (٤) وفي رواية: "لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضها بعضًا" (٥). وثبت عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه نهى عن زي العجم، وزي المشركين، أشد النهي وقد أشار إلى مثل ذلك كثير من السلف.

[٢ - الجاهلية وأهلها]

الجاهلية اسم لما كان قبل الإسلام، وقد جاء النهي عنما هو من أعمال الجاهلية التي لم يقرها الإسلام ومن أخلاقها، وعبادتها، وعاداتها، وشعاراتها، مثل السفور، وتبرج النساء، وبروز المُحرِم للشمس بغير ظل، فإن هذا من أعمال الجاهلية، ومن أعمال المشركين، وكذلك التعرَّي، أي إظها العورة، أو شيء منها، والعصبية القومية، والفخر بالأحساب، والطعن بالأنساب، والنياحة والاستقساء بالنجوم، فقد ألغى النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما جاء الإسلام كثيرًا من أحوال


(١) اقتضاء الصراط المستقيم ١/ ٣٦٣.
(٢) جاء ذلك في حديث أخرجه أبو داود (٤٠٤٩). وانظر اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية ١/ ٣٠٤.
(٣) أخرجه أبو داود (٦٠٢).
(٤) أخرجه مسلم (٤١٣).
(٥) أخرجه أبو داود (٥٢٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>