للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الهوى والشهوة؛ وأنت تعلم ما في اتباع الهوى وأنه ضلال مبين" (١).

وقال الشيخ ابن عثيمين: "فاعلم أن كل من ابتدع شريعة في دين الله ولو بقصد حسن فإن بدعته هذه مع كونها ضلالة تعتبر طعنًا في دين الله عزَّ وجلَّ، تعتبر تكذيبًا لله تعالى في قوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}. لأن هذا المبتدع الذي ابتدع شريعة في دين الله تعالى وليست في دين الله تعالى كأنه يقول -بلسان الحال-: إن الدين لم يكمل لأنه قد بقي عليه هذه الشريعة التي ابتدعها يتقرب بها إلى الله عزَّ وجلَّ" (٢).

[٤ - تاريخ ظهور البدع]

قال ابن حجر رَحِمَهُ الله: "وَثَبَتَ عَنْ مَالِك أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي عَهْد النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- وَأَبي بَكْر وَعُمَر شَيْء مِنْ الأَهْوَاء -يَعْنِي بِدَع الْخَوَارِج وَالرَّوَافِض وَالْقَدَرِيًّة-" (٣).

قال شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية رَحِمَهُ الله: "وأول بدعة حدثت في الإسلام بدعة الخوارج والشيعة حدثتا في أثناء خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فعاقب الطائفتين أما الخوارج فقاتلوه فقتلهم وأما الشيعة فحرق غاليتهم بالنار وطلب قتل عبد الله بن سبأ فهرب منه وأمر بجلد من يفضله على أبي بكر وعمر وروى عنه من وجوه كثيرة أنه قال خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ورواه عنه البخاري في صحيحه" (٤).

وهذا من حيث ظهور البدْعَة وانتشارها وأما المقالة فقد حَدَثَتْ فِي زَمَن النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم-. قال ابن القيم: "وَاَلَّذِي صَحَّ عَنْ النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ طَوَائِف أَهْل الْبِدَع: مِنْهُمْ الْخَوَارِج فَإِنَّهُ قَدْ ثبَتَ فِيهِمْ الْحَدِيث مِنْ وُجُوه كُلّهَا صِحَاح. لأَنَّ مَقَالَتهمْ حَدَثَتْ


(١) الاعتصام للشاطبي ١/ ٤٦ - ٥٣ باختصار.
(٢) مجموع فتاوى ابن عثيمين ٥/ ٢٤٦.
(٣) فتح الباري ١٣/ ٢٥٣، وانظر ٥/ ٢٥٣.
(٤) مجموع الفتاوى ٣/ ٢٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>