للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

واختفى الهدى، ويختلف ذلك باختلاف المكان والزمان.

جاء في فتاوى اللجنة الدائمة أن: "من عاش في بلاد غير إسلامية، ولم يسمع عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا عن القرآن الكريم والإسلام، فهذا على تقدير وجوده، حكمه حكم أهل الفترة، يجب على علماء المسلمين أن يبلغوه شريعة الإسلام أصولًا وفروعًا، إقامة للحجة، وإعذارا إليه، ويوم القيامة يعامل معاملة من لم يكلف في الدنيا لجنونه، أو بلهه، أو صغره، وعدم تكليفه، وأما ما يخفى من أحكام الشريعة من جهة الدلالة، أو لتقابل الأدلة وتجاذبها، فلا يقال لمن خالف فيه آمن وكفر، ولكن يقال: أصاب وأخطأ" (١).

قال ابن باز رحمهُ اللهُ في مَنْ يُعذر بجهله: "والقسم الثاني: من يعذر بالجهل كالذي ينشأ في بلاد بعيدة عن الإسلام في أطراف الدنيا، أو لأسباب أخرى كأهل الفترة ونحوهم ممن لم تبلغهم الرسالة، فهؤلاء معذورون بجهلهم، وأمرهم إلى الله عزَّ وجلَّ، والصحيح أنهم يمتحنون يوم القيامة فيؤمرون فإن أجابوا دخلوا الجنة، وإن عصوا دخلوا النار قال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: ١٥] ولأحاديث صحيحة وردت في ذلك. وقد بسط العلامة ابن القيم رحمهُ اللهُ الكلام في هذه المسألة في آخر كتابه "طريق الهجرتين" لما ذكر طبقات المكلفين فيراجع هناك لعظم فائدته" (٢).

* أقوال العلماء:

قال ابن القيم رحمهُ اللهُ: "وأما من لم تبلغه الدعوة فليس بمكلف في تلك الحال، وهو بمنزلة الأطفال والمجانين" (٣).


(١) فتاوى اللجنة الدائمة ٢/ ٩٩.
(٢) مجموع فتاوى ابن باز ص ٥٢٩.
(٣) طريق الهجرتين ص ٤١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>