للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأما القبر الذي يقال: إنه "قبر خالد بن الوليد" بحمص، والذي يقال: إنه قبر أبي مسلم الخولاني بداريا، وأمثال ذلك: فهذه مشكوك فيها، وقد نعلم من حيث الجملة أن الميت: قد توفي بأرض ولكن لا يتعين أن تلك البقعة مكان قبره: كقبر بلال ونحوه بظاهر دمشق، وكقبر فاطمة بالمدينة وأمثال ذلك، وعامة من يصدق بذلك يكون علم به: إما مناما، وإما نقلا لا يوثق به، وإما غير ذلك، ومن هذه القبور ما قد يتيقن، لكن لا يترتب على ذلك شيء من هذه الأحكام المبتدعة ولهذا كان السلف يسدون هذا الباب، فإن المسلمين لما فتحوا تُستر وجدوا هناك سرير ميت باق، ذكروا أنه "دانيال" ووجدوا عنده كتابا فيه ذكر الحوادث، وكان أهل تلك الناحية يستسقون به، فكتب في ذلك أبو موسى الأشعري إلى عمر، فكتب إليه عمر أن يحفر بالنهار ثلاثة عشر قبرا، ثم يدفن بالليل في واحد منها ويعفى قبره لئلا يفتتن به الناس" (١).

وكذلك نبي الله هود عليه السلام كان في الأحقاف، ولكن لا يعلم قبره ولا يدرى عنه وليس هناك ما يدل على وجوده (٢).

٤ - مشهد الحسين في القاهرة (٣):

انتشرت مشاهد ومزارات في كثير من أنحاء العالم الإسلامي ومن أشهرها في مصر: مشهد الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بالقاهرة.

وقد دفن جسد الحسين بكربلاء في العراق باتفاق المؤرخين (٤).

أما مقر رأسه فقد تعددت أسماء المدن التي يقال بوجود الرأس فيها (٥)، وهذه


(١) مجموع الفتاوى: ٢٧/ ١٧١.
(٢) انظر فتوى الهيئة رقم ١٢٤٤.
(٣) انظر مجموع فتاوى ابن باز ٢/ ٧٩٣.
(٤) انظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ٢٧/ ٤٩٣، البداية والنهاية ٨/ ٢٠٣.
(٥) انظر البداية والنهاية ٨/ ٢٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>