للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أحكام وفوائد]

١ - قال ابن قاسم - رحمه الله - في حاشية ثلاثة الأصول: "الرجاء: عبادة قلبية، من أجل العبادات، فصرفه لغير الله شرك أكبر" (١).

وقال ابن عثيمين - رحمه الله -: "والرجاء المتضمن للذل والخضوع لا يكون إلا الله - عز وجل - وصرفه لغير الله تعالى شرك إما أصغر، وإما أكبر بحسب ما يقوم بقلب الراجي" (٢).

أما إذا كان الرجاء غير متضمن للذل والخضوع وكان في شيء يقدر عليه المخلوق فإن إطلاقه على غير الله ليس بشرك ولا محرم.

يقول العلامة المحدِّث محمد بشير السهسواني الهندي: "ولكن لابد من أن يعلم هناك أن من الرجاء ما هو مختص بالله تعالى بمعنى أن المرجو فيه لا يصلح إلا الله تعالى كرجاء كشف الضر والسوء وتحويله وإجابة المضطر إذا دعاه، وإنزال الماء من السماء وشفاء المريض وبسط الرزق وإعطاء الأولاد ومغفرة الذنوب وغيرها مما لا يقدر عليه إلا الله تعالى ... ، ومنه ما هو جائز في حق رسولنا - صلى الله عليه وسلم - في حياته بمعنى أن المرجو منه فيه يصلح للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو ما يقدر عليه الأنبياء عليهم السلام سيما نبينا - صلى الله عليه وسلم - من صلة الرحم، وحمل الكَلِّ، وكسب المعدوم، وقرى الضيف، والإعانة على نوائب الحق، والرحمة بالمؤمنين، والجود والشجاعة والبركة، وقضاء حوائج الأرملة والمساكين واليتامى، وعدم انتقامه لنفسه في شيء قط، وعدم اللوم على شيء قط أتى فيه على يدي أحد، وعيادة المريض، واتباع الجنازة، وإجابة دعوة المملوك، والخلق العظيم، وتعليم الأمة الكتاب والحكمة وتزكيتهم، ودعوتهم إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، وتبليغ رسالات الرب تعالى، ونصح الأمة، والاستغفار لهم عند صدور الذنوب عنهم، والدعاء لهم في حاجاتهم، وأمرهم


(١) حاشية ثلاثة الأصول لابن قاسم ص ٣٧.
(٢) مجموع الفتاوى ٦/ ٥٣، ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>