للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويلحدوا في أسماء الله وآياته ... الخ" (١).

وقال الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله: "وهذا أيضا لا يكفي في حصول الإسلام بل لا بد مع ذلك من الإتيان بلازمه من توحيد الربوبية والإلهية والكفار يقرون بجنس هذا النوع وإن كان بعضهم قد ينكر بعض ذلك إما جهلًا وإما عنادًا كما قالوا: لا نعرف الرحمن إلا رحمان اليمامة فأنزل الله فيهم {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ} " (٢).

* مسائل تتعلق بالأسماء والصفات:

الأولى: وجوب احترام أسماء الله؛ لأن احترامها احترام لله عزَّ وجلَّ، ومن تَعْظيم الله ألّا يُسمى أحد باسم هو مختص به عزَّ وجلَّ كاسم (الله) و (الرحمن) و (القدوس) فهذه أسماء مختصة بالله ذي الجلال والإكرام فلا يتسمى بها أحد.

وأخرج أبو داود والنسائي عنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ عَنْ أَبِيهِ هَانِئٍ أَنَّهُ لَمَّا وَفَدَ إِلَى رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- وسَمِعَهم وَهُمْ يَكْنُونَ هَانِئًا أَبَا الْحَكَمِ، فَدَعَاهُ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ لَهُ: "إِنَّ الله هُوَ الْحَكَمُ وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ فَلِمَ تُكَنَّى أَبَا الْحَكَمِ؟ " قَالَ: إِنَّ قَوْمِيِ إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ أتَوْنِي فَحَكَمْتُ بَيْنَهُمْ فَرَضِيَ كِلا الْفَرِيقَيْنِ، قَالَ: "مَا أَحْسَنَ مِنْ هَذَا فَمَا لَكَ مِنْ الْولْدِ؟ " قَالَ: لِي شُرَيْحٌ وَعَبْدُ الله وَمُسْلِمٌ. قَالَ: "فَمَنْ أَكْبَرُهُمْ؟ " قَالَ: شُرَيْحٌ. قَالَ: "فَأَنتَ أَبُو شُرَيْحٍ" فَدَعَا لَهُ وَلِوَلَدِهِ (٣).

وهذا الحديث يدل على المنع من التسمي بأسماء الله تعالى المختصة به أو التكني بذلك لأنه ينافي كمال التوحيد الواجب.

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن: "فهو سبحانه الحكم في الدنيا والآخرة يحكم


(١) مجموع الفتاوى ٥/ ٢٦، ٢٧.
(٢) تيسير العزيز الحميد ص ٣٥.
(٣) أخرجه أبو داود (٤٩٥٥)، والنسائي (٥٣٨٩)، والبخاري في التاريخ الكبير (٨١١)،وصححه الألباني في الإرواء ٨/ ٢٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>