للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أقوال العلماء]

قال النووي: "فمقصود الكلام الحث على الإخلاص في العبادة ومراقبة العبد ربه تبارك وتعالى في إتمام الخشوع والخضوع وغير ذلك، وقد ندب أهل الحقائق إلى مجالسة الصالحين ليكون ذلك مانعًا من تلبسه بشيء من النقائص احترامًا لهم واستحياءً منهم، فكيف بمن لا يزال الله تعالى مطلعًا عليه في سره وعلانيته" (١).

وقال الحافظ ابن رجب: "وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أن تعبد الله كأنك تراه ... " إلخ يشير إلى أن العبد يعبد الله تعالى على هذه الصفة وذلك يوجب الخشية والخوف والهيبة والتعظيم، كما جاء في رواية أبي هريرة - رضي الله عنه -: "أن تخشى الله كأنك تراه" ويوجب أيضًا النصح في العبادة وبذل الجهد في تحسينها وإتمامها وإكمالها، وقد وصى النبي - صلى الله عليه وسلم - جماعة من الصحابة بهذه الوصية" (٢).

قال ابن القيم: "وهي لب الإيمان وروحه وكماله، وهذه المنزلة تجمع جميع المنازل فجميعها منطوية فيها" (٣).

* أحكام وفوائد:

١ - قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والدين يجمع هذه المسميات الثلاثة: الإسلام، والإيمان، والإحسان كما في حديث جبريل حين جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بحضرة أصحابه وسأله عن الإسلام ثم عن الإيمان ثم عن الإحسان، وبَيَّن النبي - صلى الله عليه وسلم - كل واحد منها ثم قال: "هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم"، فجعل الدين هو الإسلام والإيمان والإحسان فتبين أن ديننا يجمع الثلاثة.

لكن هو درجات ثلاث: مسلم ثم مؤمن ثم محسن، فأولها الإسلام، وأوسطها


(١) شرح النووي ١/ ١٥٨.
(٢) جامع العلوم والحكم ص ٣٣.
(٣) مدارج السالكين ٢/ ٤٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>