للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خلق بعد العرش هو القلم وقد سئل ابن عباس عن قول الله تعالى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: ٧]. على أي شيء؟ قال: على متن الريح (١).

وقد رواه البيهقي وروى حديث: "أول شيء خلقه الله القلم" ثم قال البيهقي رحمه الله: وإنما أراد والله أعلم أول شيء خلقه بعد خلق الماء والريح والعرش" (٢).

المرتبة الثالثة: مرتبة الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة فما شاء الله تعالى كونه فهو كائن بقدرته ولا بد وما لم يشأ لم يكن لعدم المشيئة لا لعدم القدرة لأن الله تبارك وتعالى لا يعجزه شيء كما قال: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا} [فاطر: ٤٤].

* والأدلة على المشيئة الشاملة كثيرة منها:

قوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [التكوير: ٢٩]، وقوله تعالى: {مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الأنعام: ٣٩]، وقوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} [النحل: ٩٣]، وقوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس: ٨٢].

ومن السنة قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه البخاري ومسلم بسنديهما عن معاوية بن أبي سفيان: "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين" (٣).

ودلالة هذه الأدلة على عموم مشيئة الله تعالى ظاهرة فكل ما يحصل في هذا الكون فهو مراد له سبحان وتعالى بالإرادة الكونية فهو الخالق وحده المالك المدبر فلا يجري في ملكه إلا ما يريد لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ولا يعجزه شيء. ولا


(١) العرش ص ٥٢، السنة لابن أبي عاصم ١/ ٢٥٨، والعظمة ٢/ ٥٧٦.
(٢) للاستزادة انظر: تيسير العزيز الحميد ص ٦٩٥، نونية ابن القيم ١/ ٣٧٦.
(٣) أخرجه البخاري (٧١) (٣١١٦) (٣٦٤١) (٧٣١٢) (٧٤٦٠). ومسلم (١٠٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>