للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من العلماء: إنه لا يثبت منها شيء جاء ذلك عن الإمام ابن تيمية والحافظ ابن عبد الهادي وغيرهم من أئمة العلم (١).

٣ - والشفاعة شفاعتان شفاعة منفية وشفاعة مثبتة (٢):

فالشفاعة المنفية (٣) ما كانت تطلب من غير الله والدليل قوله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة: ٢٥٤].

والشفاعة بغير إذن الله أو الشفاعة لأهل الشرك كلها شفاعة منفية باطلة قال تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ} [غافر: ١٨]. وقال تبارك وتعالى: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ}.

والقبوريون لما عظموا الأموات قادهم غلوهم ذلك إلى طلب الشفاعة من أوليائهم الأموات فطلبوها منهم في الدنيا، كما طلبها المشركون من أصنامهم والنصارى من رهبانهم قال ابن تيمية - رحمه الله -: "المشركون كانوا يتخذون من دون الله شفعاء من الملائكة والأنبياء والصالحين، يصورون تماثيلهم، فيستشفعون بها ويقولون: هؤلاء خواص الله، فنحن نتوسل إلى الله بدعائهم وعبادتهم ليشفعوا لنا، كما يتوسل إلى الملوك بخواصهم، لكونهم أقرب إلى الملوك من غيرهم، فيشفعون عند الملوك بغير إذن الملوك، وقد يشفع أحدهم عند الملك فيما لا يختاره، فيحتاج إلى إجابة شفاعته رغبة ورهبة" (٤).

وقال ابن القيم - رضي الله عنه -: "ومن جَهلِ المشرك: اعتقاده أن من اتخذه وليا أو شفيعا:


(١) الرد على الأخنائي ٢٩، والصارم المنكي ٢٩.
(٢) انظر: التوسل والوسيلة لابن تيمية فقد ذكر هذين النوعين ١٢، ١٣، وانظر الدرر السنية ٢/ ١٥٨.
(٣) سميت منفية لأنه جاء نفيها في القرآن.
(٤) مجموع الفتاوى ١/ ١٥٠، وانظر تيسير العزيز الحميد ٢٣٥ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>