للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأتوهم فقالوا: ضلت لنا ناقة فلو أرسلتم معنا من يعيف؟ فقالوا لغُلَيِّم منهم: انطلق معهم، فاستردفه أحدهم، ثم ساروا، فلقيهم عقاب كاسرة إحدى جناحيها، فاقشعر الغلام وبكى، فقالوا: ما لك؟ فقال: كسرت جناحًا، ورفعت جناحًا، وحلفت بالله صُرَاحًا، ما أنت بإنسي ولا تبغي لقاحًا" (١).

قال القرطبي رحمه الله بعد أن عرَّف العراف والمنجم: "وقد يعتضد بعض أهل هذا الفن في ذلك بالزجر والطرق والنجوم وأسباب معتادة في ذلك، وهذا الفن هو العيافة، وكلها يطلق عليها اسم الكهانة" (٢).

وقال ابن عثيمين رحمه الله: "وجه كون العيافة من السحر: أن العيافة يستند فيها الإنسان إلى أمر لا حقيقة له، فماذا يعني كون الطائر يذهب يمينا أو شمالا أو أمامًا أو خلفا؟ فهذا لا أصل له، وليس بسبب شرعي ولا حسي، فإذا اعتمد الإنسان على ذلك، فقد اعتمد على أمر خفي لا حقيقة له، وهذا سحر كما سبق تعريف السحر في اللغة.

وكذلك الطرق من السحر، لأنهم يستعملونه في السحر، ويتوصلون به إليه، والطيرة كذلك، لأنها مثل العيافة تماما تستند إلى أمر خفي لا يصح الاعتماد عليه وسيأتي في باب الطيرة ما يستثنى منه" (٣).

* فائدة:

يطلق على من يصيب بظنِّه "عائفًا" ولا يدخل في النهي ومن ذلك قول ابن سيرين: "إن شُريحًا كان عائفًا".

قال ابن الأثير معلقًا على ذلك: "أراد أنه كان صادق الحدس والظن كما يقال


(١) النهاية لابن الأثير (ع ي ف).
(٢) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ٧/ ٣.
(٣) مجموع الفتاوى لابن عثيمين ٩/ ٥١٦، ٥١٧. وانظر: القول المفيد لابن عثيمين ٢/ ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>