للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[القدر: ١] عن ابن عباس قال: "يكتب من أم الكتاب ليلة القدر يكون في السنة من موت وحياة ورزق ومطر حتى الحجاج يقال: حج فلان ويحج فلان"" (١).

قال ابن عثيمين: "ومنها: التقدير الحولي وهو الذي يكون في ليلة القدر يكتب فيها ما يقدر في السنة" (٢).

رابعًا: التقدير اليومي: قال الله تعالى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن: ٢٩].

قال ابن القيم في شفاء العليل: "وقال مجاهد والكلبي وعبيد بن عمير وأبو ميسرة وعطاء ومقاتل: من شأنه أن يحيى ويميت، ويرزق ويمنع، وينصر، ويعز، ويذل، ويفك عانيا، ويشفي مريضا، ويجيب داعيًا، ويعطي سائلًا، ويتوب على قوم، ويكشف كربًا، ويغفر ذنبًا، ويضع قوما ويرفع آخرين دخل كلام بعضهم في بعض" (٣).

وقال الشيخ ابن عثيمين: "ومنها: التقدير اليومي كما ذكره بعض أهل العلم واستدل له بقوله تعالى: {يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن: ٢٩].

فهو كل يوم يغني فقيرًا، ويفقر غنيًا، ويوجد معدومًا، ويعدم موجودًا، ويبسط الرزق ويقدره، وينشئ السحاب والمطر وغير ذلك" (٤).

وهذا التقدير وما سبقه من التقدير السنوي والعمري هو تفصيل من القدر الأزلي.

[٤ - القدر سر من أسرار الله]

ومما سبق يتبين لنا حرص السلف على ترك التعمق في القدر والاعتماد في معرفته على الكتاب والسنة وكل من خاض في هذه المسألة بعقله ضل وتاه، وما


(١) شفاء العليل ١/ ٥٩.
(٢) مجموع الفتاوى لابن عثيمين ١٠/ ٩٩٢، ٩٩٣. وانظر: القول المفيد لابن عثيمين ٣/ ١٦٧.
(٣) شفاء العليل ١/ ٦١.
(٤) مجموع الفتاوى لابن عثيمين ١٠/ ٩٩٣. وانظر: القول المفيد لابن عثيمين ٣/ ١٦٧، ١٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>