للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

متعين ... إلى أن قال -: وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام" (١).

وقال الهيثمي - رحمه الله -: "ثم الكلام إنما هو في سب بعضهم أما سب جميعهم فلا شك في أنه كفر" (٢).

[ب - سب بعضهم سبا يطعن في دينهم]

اتهام بعض الصحابة بالكفر أو الفسق مسألة فيها أقوال لأهل العلم فمنهم من يكفره ومنهم من يفسقه، وبعض العلماء يكفر من سب الخلفاء، وبعضهم يقتصر على الشيخين، وبعضهم ينظر في تواتر النصوص بفضله وعدم تواترها (٣).

والصحيح أن من استحل سب من تواترت النصوص بفضله كالخلفاء فذلك كفر لأن في هذا تكذيبًا لأمر متواتر (٤).

وقال القاضي عياض: "وسب أحدهم من المعاصي الكبائر، ومذهبنا ومذهب الجمهور أنه يعزر ولا يقتل" (٥).

وروى الخلال عن أبي بكر المروذي قال: "سألت أبا عبد الله عن من يشتم أبا بكر وعمر وعائشة قال: ما أراه على الإسلام قال: وسمعت أبا عبد الله يقول: قال مالك: الذين يشتمون أصحاب رسول الله ليس لهم سهم أو قال: نصيب في الإسلام" (٦).

وقال الإمام أحمد - رحمه الله -: "لا يجوز لأحد أن يذكر شيئًا من مساوئهم، ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا بنقص. فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه


(١) الصارم المسلول ٥٨٦، ٥٨٧.
(٢) الصواعق المحرقة ص ٣٧٩.
(٣) انظر اعتقاد أهل السنة في الصحابة ص ٦٣.
(٤) الصارم ص ٥٦٩. الصواعق المحرقة ص ٣٨٣، وانظر المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد ٢/ ٣٦٦.
(٥) مسلم بشرح النووي ١٦/ ٩٣.
(٦) مسائل عبد الله ص ٤٣١، وانظر مسائل أحمد في العقيدة للأحمدي ٢/ ٣٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>