للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يشرع، وهم في وقت ضرورة ومخمصة، يطلبون تفريج الكربات وتيسير العسير وإنزال الغيث بكل طريق: دليل واضح على أن المشروع ما سلكوه دون غيره" (١).

* تنبيه:

ينبغي أن يفرق بين التوسل بذوات الصالحين وسؤالهم وهذا ينبني على فهم معنى التوسل وإطلاقه عند أهل العلم وعند عباد القبور قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن "إن لفظ التوسل صار مشتركا فعباد القبور يطلقون التوسل على الاستغاثة بغير الله ودعائه رغبًا ورهبًا، والذبح والنذر، ولتعظيم بما لم يشرع في حقّ مخلوق.

وأهل العلم يطلقونه على المتابعة والأخذ بالسنة فيتوسلون إلى الله بما شرعه لهم من العبادات، وبما جاء به عبده ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- وهذا هو التوسل في عرف القرآن والسنة ... ومنهم من يطلقه على سؤال الله ودعائه بجاه نبيه أو بحق عبده الصالح. أو بعباده الصالحين، وهذا هو الغالب عند الإطلاق في كلام المتأخرين كالسبكي والقسطلاني وابن حجر -أي الهيثمي-" (٢).

فالتوسل بذوات الصالحين معناه سؤال الله بذواتهم كأن يقول: اللهم إني أسألك بنبيك أو أسألك بعبادك الصالحين وهو يقصد التوسل بالذات فهذا يُنهى عنه لعدم وروده ولا يصل تحريمه إلى الشرك الأكبر وسيأتي كلام العلماء عنه.

أما سؤال الصالحين فمعناه التوجه إليهم ودعاؤهم وطلب الحاجات منهم وهذا هو الشرك الأكبر الذي أنكره أئمة الدين وعلماء الإسلام وإياه عنى الشيخ محمد بن عبد الوهاب حين قال "ولكن إنكارنا على من دعا المخلوق أعظم مما يطلب منه تفريج الكربات، وإعطاء الرغبات، فأين هذا ممن يدعو الله مخلصًا له الدين لا يدعو


(١) روح المعاني (٦/ ١١٣).
(٢) منهاج التأسيس ص ٢٦٧. وانظر الصواعق المرسلة لابن سحمان ص ١٣، والأسنة الحداد ص ٢٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>