للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

- قال: بخلاف الفأل الشرعي وهو الذي كان يعجبه - صلى الله عليه وسلم - وهو أن يخرج متوكلًا على الله فيسمع الكلمة الطيبة. وكان يعجبه الفأل ويكره الطيرة لأن الفأل تقوية لما فعله بإذن الله والتوكل عليه، والطيرة معارضة لذلك، فيكره للإنسان أن يتطير، وإنما تضر الطيرة من تطير لأنه أضر بنفسه، فأما المتوكل على الله فلا" (١).

وقال أيضًا: "فهو في كل واحد من محبته للفأل وكراهته للطيرة إنما يسلك مسلك الاستخارة لله والتوكل عليه والعمل بما شرع له من أسباب، لم يجعل الفأل آمرًا له وباعثًا له على الفعل، ولا الطيرة ناهية له عن الفعل، وإنما يأتمر وينتهي عن مثل ذلك أهل الجاهلية الذين يستقسمون بالأزلام .. " (٢).

وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن - رحمه الله -: "وأما الفأل فيسر به العبد ولا يعتمد عليه بخلاف ما يمضيه أو يرده فإن للقلب عليه نوع اعتماد" (٣).

وقال الشيخ السعدي - رحمه الله -: "والفرق بينهما أن الفأل الحسن لا يخل بعقيدة الإنسان ولا بعقله وليس فيه تعليق القلب بغير الله بل فيه من المصلحة النشاط والسرور وتقوية النفوس على المطالب النافعة" (٤).

[٣ - هل الفأل من الطيرة؟]

جاء في حديث عروة السابق قال: ذكرت الطيرة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "خيرها الفأل". وليس المراد بأن الفأل من الطيرة المحرمة قال الحافظ: "وقوله: "وخيرها الفأل" قال الكرماني تبعًا لغيره: هذه الإضافة تشعر بأن الفأل من جملة الطيرة، وليس كذلك، بل هي إضافة توضيح" (٥).


(١) مجموع الفتاوى ٤/ ٨٠.
(٢) مجموع الفتاوى ٢٣/ ٦٧.
(٣) فتح المجيد ص ٥٢٦.
(٤) القول السديد ص ٨٨.
(٥) فتح الباري ١٠/ ٢٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>