للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هو ابنه، وله عليه حق الصلة، فصلة عبد الله صلة لأبيه جعفر كما في الحديث: "إن من أبر البر أن يصل الرجل أهل ودّ أبيه بعد أن يولي" (١).

وحين سأل رجل من بني سلمة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله: هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما. قال: "نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام صديقهما" (٢).

* حكم التوسل بالأموات:

التوسل بالأموات من أنبياء وصالحين وغيرهم بمعنى التقرب إليهم لاتخاذهم وسطاء وشفعاء شرك أكبر وهذا ما يريده عباد القبور بلفظ التوسل يعنون به النذر للقبور ودعاءهم وطلب الحاجات منهم والاستغاثة بهم والاستعانة بهم وإنزال الحاجات بين أيديهم وخشيتهم والخوف منهم فهذا حكمه شركٌ أكبرٌ ينقلُ عن ملة الإسلام إلى ملة الكفر قال تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} [يونس: ١٨].

فمن فعل من ذلك شيء فقد سلك مسلك المشركين الأوائل الذين يزعمون أنهم يتقربون إلى الله بشركهم فإن قال قائل: إنما نتوسط بأصحاب القبور لنحصل على النفع من الله والنافع الضار هو الله قلنا هذه هي حجة المشركين الأولين حين قالوا: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: ٣]، وقد يراد بالتوسل بالأموات إحدى المعاني المتقدمة كالتوسل بجاهه أو بذاته.

فالتوسل المشروع شيء والتوسل البدعي شيء آخر أما التوسل بهذا المعنى المقتضي صرف العبادة لغير الله فإنه شرك أكبر كما هو مشاهد عند عباد القبور.


(١) أخرجه مسلم (٢٥٥٢) وأبو داود (٥١٤٣).
(٢) أخرجه أبو داود (٥١٤٢)، وابن ماجه (٣٦٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>