للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤ - العزى (١):

قال ابن كثير: "قال ابن جرير: وكذا العزى من العزيز وكانت شجرة عليها بناء وأستار بنخلة وهي بين مكة والطائف كانت قريش يعظمونها كما قال أبو سفيان يوم أحد: لنا العزى ولا عزى لكم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قولوا الله مولانا ولا مولى لكم"" (٢). وقد ذكرها الله في القرآن فقال - عز وجل -: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (٢٠) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (٢١) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (٢٢) إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى (٢٣)} [النجم ١٩ - ٢٣].

وروى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ حَلَفَ فَقَالَ فِي حَلِفِهِ وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى فَلْيَقُلْ: لا إِلَهَ إِلَّا الله، وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبهِ: تَعَالَ أُقَامِرْكَ، فَلْيَتَصَدَّقْ" (٣).

قال ابن كثير: "هذا محمول على سبق لسانه في ذلك كما كانت ألسنتهم قد اعتادته في زمن الجاهلية، كما قال النسائي بسنده عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: حلفت باللات والعزى، فقال لي أصحابي: بئس ما قلت هجرا، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له فقال: "قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وانفث عن شمالك ثلاثا وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم لا تعد"" (٤).


(١) اقتضاء الصراط المستقيم ٢/ ٦٤٣. تيسير العزيز الحميد ص ١٧٦. فتح المجيد ص ١٥٦. حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم ص ٩٠. القول المفيد لابن عثيمين ط ١ - ١/ ١٩٧، ط ٢ - ١/ ٢٥٣ ومن المجموع ٩/ ١٨٨. الدين الخالص لصديق حسن القنوجي ٢/ ٢٤٢.
(٢) تفسير ابن كثير ٤/ ٢٢٣.
(٣) أخرجه البخاري (٤٧٦٠) (٦١٠٧) (٦٣٠١) (٦٦٥٠).
(٤) تفسير ابن كثير ٤/ ٢٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>