للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبده ورسوله، ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو " (١)، فالمراد بقوله: "من الدعاء" دعاءُ المسألة لأنه من أول الصلاة لا زال في دعاء العبادة.

[٢ - التلازم بين دعاء المسألة ودعاء العبادة]

يقول ابن القيم: "الدعاء نوعان: دعاء عبادة، دعاء المسألة، فإن الدعاء في القرآن يراد به هذا تارة وهذا تارة، ويراد به مجموعهما وهما متلازمان، فإن دعاء المسألة هو طلب ما ينفع الداعي وطلب كشف ما يضره أو دفعه، وكل من يملك الضرر والنفع فإنه هو المعبود حقا، والمعبود لا بد أن يكون مالكًا للنفع والضر، ولهذا أنكر الله تعالى على من عبد من دونه ما لا يملك ضرًا ولا نفعًا ... وهذا في القرآن كثير. يبين أن المعبود لا بد أن يكون مالكا للنفع والضر فهو يدعى للنفع والضر دعاء مسألة ويدعى خوفا ورجاء دعاء العبادة فعلم أن النوعين متلازمان، فكل دعاء عبادة مستلزم لدعاء المسألة وكل دعاء مسألة مستلزم لدعاء العبادة" (٢).

[٣ - مسألة: إذا ورد في القرآن لفظ الدعاء فهل يراد به دعاء العبادة أم دعاء المسألة؟.]

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَه الله: "الدعاء في القرآن يراد به هذا تارة وهذا تارة ويراد به مجموعهما، وهما متلازمان، فإن دعاء المسألة هو طلب ما ينفع الداعي وطلب كشف ما يضره ودفعه وكل من يملك الضر والنفع فإنه هو المعبود لابد أن يكون مالكًا للنفع والضر" (٣).

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي: "القاعدة الحادية والخمسون: كلما ورد في


(١) البخاري (٨٣٥)، ومسلم (٤٠٢).
(٢) بدائع الفوائد ٣/ ٤٠٣. وانظر: تيسير العزيز الحميد ص ٢١٥، فقد قرر ذلك ونقله عن شيخ الإسلام.
(٣) مجموع الفتاوى لابن تيمية ١٥/ ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>