للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٣ - المؤمن بين الحب والخوف والرجاء]

يجب على العبد أن يجمع بين الحب والخوف والرجاء لأنها من المقامات التي يجب اجتماعها في قلب كل عبد مؤمن، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهُ اللهُ: "وعمل القلب من التوكل والخوف والرجاء وما يتبع ذلك والصبر واجب بالاتفاق" (١).

وجاء عن السلف التحذير من إفراد أحدهما عن الآخر.

قال ابن رجب رحمهُ اللهُ: "قال ابن المبارك: أنبأني عمر بن الرحمن بن مهدي سمعت وهب بن منبه يقول: قال حكيم من الحكماء: إني لأستحي من الله عزَّ وجلَّ أن أعبده رجاء ثواب الجنة أي فقط فأكون كالأجير السوء إن أُعطى عمل وإن لم يُعطَ لم يعمل، وإني لأستحي من الله أن أعبده مخافة النار أي فقط، فأكون كعبد السوء إن رهب عمل وإن لم يرهب لم يعمل، وإنه يستخرج حبه مني لا يستخرجه مني غيره. خرجه أبو نعيم بهذا اللفظ.

وفي تفسير لهذا الكلام من بعض رواته وهو أنه ذم العباد على وجه الرجاء وحده أو على وجه الخوف وحده، وهذا حسن.

وكان بعض السلف يقول: من عَبَد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالخوف والرجاء والمحبة فهو موحد مؤمن.

وسبب هذا أنه يجب على المؤمن أن يعبد الله بهذه الوجوه الثلاثة المحبة والخوف والرجاء ولا بد له، ومن أخل ببعضها فقد أخل بعض واجبات الإيمان، وكلام هذا الحكيم يدل على أن الحب ينبغي أن يكون أغلب من الخوف والرجاء" (٢).


(١) الاختيارات ص ٨٥.
(٢) التخويف من النار ص ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>