للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لانتفاء المحاذير السابقة وعليه يحمل حديث "لا بأس طهور إن شاء الله" (١) وحديث ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أفطر وهو صائم قال: "ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله" (٢) وحديث زيارة المقبرة وفيه: "وإنا إن شاء الله بكم لاحقون" (٣).

* مسألة: سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن قول "إن شاء الله" على عمل قد تم فقال:

" هذا فيه تفصيل، أما في العبادات فلا مانع أن يقول إن شاء الله صليت إن شاء الله صمت؛ لأنه لا يدري هل كملها وقبلت منه أم لا وكان المؤمنون يستثنون في إيمانهم وفي صومهم؛ لأنهم لا يدرون هل أكملوا أم لا، فيقول الواحد منهم: صمت إن شاء الله، ويقول أنا مؤمن إن شاء الله.

أما الشيء الذي لا يحتاج إلى ذكر المشيئة مثل أن يقول: بعت إن شاء الله، فهذا لا يحتاج إلى ذلك أو يقول: تغذيت أو تعشيت إن شاء الله، فهذا لا يحتاج أن يقول كلمة إن شاء الله؛ لأن هذه الأمور لا تحتاج إلى المشيئة في الخبر عنها لأنها أمور عادية قد فعلها وانتهى منها، بخلاف أمور العبادات التي لا يدري هل وفاها أم بخسها حقها، فإذا قال إن شاء الله فهو للتبرك باسمه سبحانه والحذر من دعوى شيء لم يكن قد أكمله ولا أداه حقه" (٤).

وبه تعلم أن قول: (إن شاء الله) لا يكون في العمل الذي علم انقضاؤه في الزمن الماضي كقول خلق الله السموات والأرض إن شاء الله لكنه يصح في العبادات رجاء قبولها عِنْدَ الله ويقال أيضًا حال الشك وعدم القطع بالأمر فتقول: ذهب


(١) أخرجه البخاري (٣٦١٦) (٥٦٥٦).
(٢) أخرجه أبو داود (٢٣٥٧) والنسائي في الكبرى (٣٣١٥).
(٣) أخرجه مسلم (٢٤٩).
(٤) مجموع فتاوى ابن باز ص ٤٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>