للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقول النووي عن قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "يكره مسحه باليد وتقبيله الأدب أن يبعد منه كما يبعد منه لو حضر في حياته -صلى الله عليه وسلم- هذا هو الصواب وهو الذي قاله العلماء وأطبقوا عليه. وينبغي ألا يغتر بكثير من العوام في مخالفتهم ذلك فإن الاقتداء والعمل إنما يكون بأقوال العلماء ولا يلتفت إلى محدثات العوام وجهالاتهم ولقد أحسن السيد الجليل أبو علي الفضيل بن عياض رحمه الله في قوله ما معناه: اتبع طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين ومن خطر بباله أن المسح باليد ونحوه أبلغ في البركة فهو من جهالته وغفلته لأن البركة إنما هي فيمن وافق الشرع وأقوال العلماء وكيف يبتغي الفضل في مخالفة الصواب" (١).

وقد غلا الجهال في ذلك حتى صاروا يتبركون برؤية القبر ويقصدونه لاعتقاد أن الدعاء عنده له مزية على غيره فكل هذا من تزيين الشيطان وزخرفته لبعيد للناس أسباب الشرك الأولى التي هوى فيها قوم نوح -والعياذ بالله-.

* مسألة عن الوقوف في الملتزم ووضع الخد على البيت:

قال ابن القيم: ". . . وقوفه في الملتزم، فالذي رُوي عنه، أنه فعله يوم الفتح، ففي سنن أبي داود، عن عبد الرحمن بن أبي صفوان، قال: "لما فتح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة، انطلقت، فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد خرج من الكعبة هو وأصحابه وقد استلموا الركن من الباب إلى الحطيم، ووضعوا خدودهم على البيت، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسطهم" (٢).

وروى أبو داود أيضًا من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: "طفت مع عبد الله فلما حاذى دبر الكعبة قلت: ألا تتعوذ؟ قال: نعوذ بالله من النار. ثم مضى حتى استلم الحجر فقام بين الركن والباب فوضع صدر ووجهه وذراعيه


(١) الإيضاح في المناسك للنووي ص ١٦١.
(٢) أخرجه أبو داود (١٨٩٨) في المناسك باب الملتزم وفي سنده يزيد بن أبي الهاشمي وهو ضعيف وباقي رجاله ثقات ويشهد له ما بعده فيتقوى. انظر: تحقيق زاد المعاد ٢/ ٢٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>